حمدى رزق
«الإخصاء الكيميائي» مصطلح طبى يشير إلى تلاشى الرغبة الجنسية لدى الرجال أو ما يسمى (العُنَّة المؤقتة) دون الحاجة إلى إجراء عملية استئصال للأعضاء التناسلية
«الإخصاء الكيميائي» يتم طبيًا عن طريق تناول عقاقير وحقن تقلل من إفراز هرمون «التستوستيرون» أو تعطل إنتاجه، وتتراوح مدة تناول تلك الأدوية ما بين 3: 5 سنوات.
عقوبة «الإخصاء الكيميائي» لمرتكبى الجرائم الجنسية معتمدة فى عدد من البلدان، بينها بولندا وروسيا وكوريا الجنوبية وألمانيا والعديد من الولايات الأمريكية..
وزيرة العدل البريطانية من أصول باكستانية «شابانا محمود» أعلنت نهاية الشهر الماضى أن المملكة المتحدة تدرس جعل «الإخصاء الكيميائى» (إلزاميًا) لبعض مرتكبى الجرائم الجنسية لتقليل خطر العودة إلى الجريمة وتخفيف الاكتظاظ فى السجون.
الإخصاء الكيميائى فى بريطانيا لايزال بعد (تحت الاختبار)، وسبقت الحكومة البريطانية إلى تجربة أُطلقت عام 2022 فى عدد من السجون فى جنوب غرب المملكة المتحدة، حيث يتم تقديم العلاجات المثبطة للرغبة الجنسية على أساس تطوعى (ليس إلزاميًا).
وزيرة العدل البريطانية «شابانا محمود» مدعومة من رئيس الوزراء البريطانى «كير ستارمر» متحمسة للإخصاء الكيميائى.. مصممة: «سأمضى قدمًا فى تطبيق النظام على المستوى الوطنى، فى عشرين سجنًا.. وأدرس إمكان جعل هذا النظام إلزاميًا».
الإحصاءات البريطانية تقول بضرورة الإخصاء الكيميائى، وإحصاء أخير فى 31 مارس 2025، يقول هناك 14863 مدانًا يمضون عقوبة بالسجن بتهمة ارتكاب جرائم جنسية فى إنجلترا وويلز، ما يمثل حوالى 21٪ من نزلاء السجون البالغين، وهؤلاء يمكن إطلاقهم بعد إخصائهم كيميائيًا (سيتحولون من ذئاب متحرشة إلى حملان وديعة.. يلوذون بصمت الحملان).
تخيل من الخيال المحلق، فكرت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى مجرد التفكير فى تطبيق عقوبة «الإخصاء الكيميائى» على المغتصبين فى السجون المصرية، والمتحرشين فى الفضاء العام، وجعله إلزاميًا بقانون يراجعه مجلس الشيوخ، ويناقشه ويوافق عليه تاليًا مجلس النواب.
تنقصنا الأرقام التى تستوجب الإخصاء الكيميائى، لكنها فرصة قد تسنح لإخلاء السجون من المغتصبين والمتحرشين بعد إخصائهم كيماويًا، وكبحهم بعقوبة تثبط قواهم الجنسية، كما فعلت إندونيسيا أخيرًا بقانون يقرر عقوبة تثبيط جنسى إلزامية.
تخيل الحال فى القاهرة وأجوارها، ستقوم قيامة منظمات حقوق الإنسان محلية ودولية، وستُسير حملة مناهضة لـ«الإخصاء الكيميائى»، وستنادى بحق المغتصبين والمتحرشين فى الحفاظ على قدراتهم الجنسية، لا يسلبها منهم كائن ما كان.
أخشى تدخل المراجع الدينية المعتمدة بقانون (حق الفتوى) على الخط، وتشبعنا تأصيلًا فقهيًا للغرائز الطبيعية، ولعادت بنا للأيام الخوالى، ووقفت على فتوى مطمورة فى بلاد الأندلس تحرم «الإخصاء الكيميائى» باعتباره تغييرًا فى الخلقة التى فُطر الناس عليها.
تخيل حجم الصدمة فى الأوساط الذكورية المستثارة جنسيًا بلا أى سبب، ساعتها سيقول قائل منهم على طريقة عادل إمام فى مدرسة المشاغبين: «كل واحد يخلى باله من لغاليغو».
مضحك قوى المقطع من مسرحية مدرسة المشاغبين، والفزع والخوف يرتسمان على وجه «بهجت الأباصيرى» شخصية قيادية فى فصل المشاغبين، خشية على ذكورته، لكنها فى حالة الإخصاء الكيميائى ضحك كالبكاء، وسيعود مثقف لوذعى حتمًا إلى مأثورات أبوالطيب المتنبى ويردد ملتاعًا: «وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا».
نقلا عن المصرى اليوم