رشدى عوض دميان
صورة السيدة التي تحمل على
رأسها سلة الخضراوات
وعبارة "مصر حكاية تانية"
من صفحة المرحوم الفنان والكاتب
"مدحت بشاى حنا".
تذكرت هذا الرجل الذي كان يحمل
في طياته فكر طفل صغير، وعقل كبير،
وروح مصرية مرحة، ودعابة تأسر القلوب.
**** تذكرته، وتذكرت معه هذا المقال
التالي الذي كنت قد نشرته في صفحتي:
حقاً … مصر هى "حكاية تانية"(*)
حكاية طويلة بدءاُ من التاريخ القديم
والعريق … مروراً بحضارة قامت على
أسسها وركائزها جميع حضارات
العالم قاطبةً ، قديمها وحديثها؟!
الصورة والمشهد لم تعبث بهما
أدوات الكذب والنفاق والتجميل
والرتوش(*) ؟!
ولا أعتقد أن أي من مخرجي برامج
ألـ Talk-show يستطيع أن يفكر
في أن يصور هذا المشهد الطبيعي
وإخراجه بهذه العفوية والتلقائية ….
كما وأعتقد أنه حتى "مقدمات هذه
البرامج" لا يفكرن في استضافة مثل
هذه السيدة لتحكي قصة كفاحها
من أجل الحصول على العيش
بدون الحاجة للسؤال؟!
هذه السيدة العظيمة من عظيمات
مصر، هى التي تستحق لقب:
"صاحبة السعادة"
"اللقب" وليس "البرنامج" ؟!
لأنها بحق Her Majesty Dame Egypt
(*) "حكاية تانية" يقابلها في المعنى
باللغة الإنجليزية a different story
وهذه تعني "مفهوم مختلف"
صورة ترسم المفهوم الآخر
والحقيقي للسيدات الكادحات …..
سيدات بدون "ماكياچ" ولا "بوتكس".
سيدة ترتدي جلابية ربما تساوي عشرة
جنيهات ، بدون مساحيق تجميل
ولا باروكة شعر، ولا فستان يكشف العورة
ولكنها صورة "تكشف عورة مجتمع"
لا يعرف عن سيدات مصر اللائي يكدحن
من أجل لقمة العيش الشريفة ،
ويعرف الكثير عن الراقصات والممثلات
ولاعبي الكرة ، و"المُسخ من أشباه البشر"
الذين يدعون الفن والتمثيل والغناء؟!
(*) الرتوش: كلمة إنجليزية من أصل
كلمة الفعل touch بمعنى يلمس.
و re- حرف جر بمعنى "إعادة"
و Re-touch إجمالاً تعني "إعادة اللمسات"
أو وضع "اللمسات الأخيرة".
وهى أيضاً كلمة فرنسية retouch.
مدحت بشاى حنا