القمص يوحنا نصيف
من فم بعض الآباء القدّيسين
من أقوال القديس مار إسحق السرياني:
يتقدَّم أمراض الخطيَّة جميعًا: الاعتداد بالنفس ومحبّة الذات.
الذي يحبّ الكرامة لا يستطيع أن ينجو من علل الهوان (أمراض الخطيّة).
الذي قد أُصيبَ بحبّ المديح والكرامة من الناس، ليس لجُرحِهِ شفاء، حتّى لو كان مُعلِّمًا لكثيرين..* إن كُنتَ مُحِبًّا للتواضُع فلا تكُن مُحِبًّا للزينة، لأن الإنسان الذي يحبّ الزينة لا يقدر أن يحتمل الازدراء، ولا يُسرِع إلى ممارسة الأعمال الحقيرة، ويصعُب عليه جدًّا أن يخضع لمَن هو أقلّ منه، بل يخجل من ذلك..
من الأحزان يتولَّد الاتضاع، وبالاتضاع تُعطَى المواهِب. فالمواهِب لا تُعطَى إذن للأعمال ولا للأحزان، بل تُعطَى بسبب الاتضاع المتولِّد منها.
كل أمر يفتخر به الإنسان يسمح الله بتغييره ليتواضَع.
يستحيل أن يترك الله قلبًا مُنسَحِقًا بدون عزاء.
حقًّا، يارب، أنّك لا تكُف عن تذليلنا بشتّى التجارب والأتعاب إلى أن تتّضع نفوسنا!
من أقوال القدّيس القمّص بيشوي كامل:
الضِّيقات هي عمليّة تجميل، يجريها الرب في نفوسنا، لتصير عروسًا لائقةً بعُرسِهِ المبارك.
من أقوال القدّيس تيموثاوس:
إذا أكرمك الناس فخَف جدًّا.. اهرب من كرامة الكثيرين، لئلاّ يُغَرِّقوا مركبك!
من أقوال القديس موسى الأسود:
لنتحمَّل السَّبّ والتعيير لنتخلَّص من الكبرياء.
إذا تقبّل الإنسان الزَّجر والتوبيخ، فإنّ ذلك يولِّد له التواضُع.
من أقوال القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة:
إن افترى عليك أحدٌ فلا تفتَرِ عليه أنت، بل افرح واشكر الله.
لا تحزن إذا افترى الناس عليك، بل بالحريّ احزن إذا أخطأت إلى الله.
إذا تُوُبِّخَ أحدنا من أحد إخوانه، ولم يَقبَل بل حقد عليه، فقد اغتالت الشياطين نفسه.. ولستُ أقول ذلك فقط بل وإن لم تعتبره كطبيب مُعالِج فقد ظلمتَ نفسَك.. ألستَ تَعلَم أنّه قد نظَّف أوساخَك؟ الطبيعي هو أن تشكره كطبيب أرسله المسيح إليك.. ينبغي أن تعترف بالفضل لذلك الأخ لأنّك به عرفتَ مرضك القاتل (الكبرياء) فعليك أن تقبل توبيخه مثل دواءٍ شافٍ مُرسَل من عند يسوع المسيح.. ولو أنّك لم تشكره وقاومته فكأنّك تقول ليسوع المسيح: "لستُ أريد أن تشفيني، ولا أشاء أن أقبل شيئًا من أدويتك".
الأحزان هي مَكاوي يسوع، فمَن أراد أن يبرأ من أسقامه يلزمه حتمًا أن يصبر على ما يأتي عليه من الطبيب.. فمَكوَى يسوع هو ذاك الذي يهينك؛ لأنّه إن كان يشتمك إلاّ أنّه يُرِيحك ويخلِّصك من المجد الباطل. ودواء يسوع المُنَقِّي هو مَن يرذلك ويوبِّخك؛ لأنّه يريحك من التراخي ومحبّة العالم.. أمّا إذا لم تحتمل شُربَ الأدوية، فأنت تظلِم نفسك وحدك!
المريض ليس من طبيعته أن يستلذّ الكَيّ أو البتر أو شُرب الأدوية المُرّة، بل الطبيعي أن يتعب من هذا، ولكن لإيقانه أنّه بلا علاج لن يحصل على الشِّفاء، فإنّه يسلِّم ذاته للطبيب عالِمًا أنّه بالأدوية المُرّة تتخلّص النفس من الشوائب الضَّارة الرديئة!