بقلم د . ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
اسم أندراوس تعنى فى اليونانية "رجلاً حقاً " أو "ذا رجولة " ، وقد ترجم الاسم أيضاً إلى "القوي" أو "الفاتح المنتصر" .
 
وكان القديس أندراوس من بيت صيدا الجليل (يو 1 : 44) واسم أبيه "يونا أو يوحنا" (يو 1 : 42 ، 21 : 17و16و15). والقديس أندراوس هو شقيق القديس بطرس الرسول.
 
والقديس أندراوس يحتل فى إنجيل يوحنا مكاناً أكثر بروزاً عنه فى الأناجيل الثلاثة الأولي. وهو أول من دعي من الرسل ، ولاشك فى أن ذلك كان اختياراً هاماً ، لأنه بذلك أصبح قدوة للآخرين و من كبار الرسل.
 
 لقد قضي القديس أندراوس سني عمره الأولي صياداً للسمك فى بحر الجليل ، ولكن عند سماعه بشهرة يوحنا المعمدان ، رحل مع زمرة من مواطنيه إلى بيت عبرة فى عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمد (يو 1 : 28) ، ومن الجائز أن يسوع كان من بينهم أو قد سبقهم فى رحلتهم ، وهناك سمع أندراوس ، ولأول مرة عن عظمة "حمل الله" "فتبعه" (يو 1 : 40) .
 
وكان هو السبب فى الإتيان بأخيه سمعان بطرس إلى المسيح (يو 1 : 41) . ومن الجائز أن يكون أندراوس قد رافق يسوع فى رحلة العودة إلى الجليل ، وبذلك كان حاضراً فى عرس قانا الجليل (يو 2 : 2) ، وفى كفر ناحوم (يو 2 : 12) وفى الفصح اليهودى فى أورشليم (يو 2 : 13) ، وعند المعمودية فى اليهودية (يو 3 : 22) ،  ولعله اشترك هو بنفسه فى التعميد (يو 4 : 2) ، وفى السامرة (يو 4 : 5) تلميذا ليوحنا المعمدان. ومنه سمع عن الرب يسوع وأيقن أنه المسيا المنتظر وبعدها بشر أخوه القديس بطرس ودعاهما الرب يسوع هو وأخوه ليكونا صيادي الناس فتركوا السفينة والشبك وتبعوه. 
 
وبعد فترة من مرافقته ليسوع – شفي فى أثنائها حماة سمعان من الحمي فى بيت سمعان (مر 1 : 29-31) ، تمت دعوة أندراوس النهائية واختياره واحداً من الاثني عشر رسولاً (مت 10 : 2 ، مر 3 : 18 ، لو 6 : 14 ، أع 1 : 13) . 
 
لقد ذكرت عن أندراوس بعض الحوادث الأخرى ، فعند إشباع الخمسة الآلاف عند بحر الجليل ، لفت أندراوس نظر يسوع إلى الغلام صاحب الخمسة الأرغفة من الشعير والسمكتين (يو 6 : 9.8) .
 
وفى عيد الفصح حينما سأل اليونانيون – الذين كانوا يريدون أن يروا يسوع – فيلبس ، أتى فيلبس وقال لأندراوس ، ثم ذهبا كلاهما معاً وأخبرا يسوع (يو 12 : 20-36) . وعلى جبل الزيتون سأل أندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا ، يسوع عن خراب أورشليم وعن نهاية العالم (مر 13 : 3-23، متى 24 : 3-28، لو 21 : 5-24) . 
 
القديس أندراوس والكتب الأبوكريفية : 
يقول التقليد إن اسم أم أندراوس هو "يوانا" وحسب ما جاء فى "سلسلة أنساب الرسل الاثنى عشر" ، كان أندراوس ينتمي إلى سبط رأوبين ، وهو سبط أبيه (بودج – فى "نضال الرسل" – المجلد الثاني : 49). وهناك جذاذة من إنجيل قبطي يرجع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي ، جاء فيها أن أندراوس – وليس توما فقط – قد اضطر للإيمان بالقيامة بالجسد (يو 20 : 27) بعد لمس قدمي المخلص المقام من الأموات . 
 
نشاطه التبشيري   
وبدأ عمله الكرازى بعد يوم الخمسين وقد ذكرت أماكن كثيرة كمسرح لأعماله التبشيرية ، فتذكر النسخة السريانية من "تعليم الرسل" أنه كرز فى بيثينيه ، ويذكر يوسابيوس سكيثيا ، ويذكر آخرون أنه كرز فى بلاد اليونان .
 
وجاء فى الجزء الذى وصلنا من المخطوطة الموراتورية أن يوحنا كتب بشارته نتيجة لإعلان أعطي لأندراوس ، ومعنى هذا أنه كان فى أفسس . ويحتوي كتابا نضال الرسل الاثني عشر ، و "نضال الرسل" على أجزاء كثيرة تتعلق بأندراوس .
 
وركز نشاطه التبشيري في شبه جزيرة البلقان وبعض مقاطعات أسيا الصغرى ويروى أوريجانوس أنه بشر في سكيثيا وهى المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين والبحر الأسود ، وأنتهى به المطاف في مقاطعة أخائية في بلاد اليونان ونال أكليل الشهادة مصلوباً في مدينة بتراس أحد مدن هذه المقاطعة ، ويعتبر القديس أندراوس شفيع كل من الكنيستين الروسية واليونانية الأولى لأنه كاروزها والثانية لأنه صلب في أحد المدن التابعة لها ، ويذكر أن ذخائره نقلت إلى القسطنطينية ثم نقلت إلى أيطاليا في زمن الحملات الفرنجة حيث مازالت كاتدرائيتها تحتفظ بهذه الرفات حتى الأن  .
 
كانت كرازة القديس أندراوس والقديس فليمون بين الأكراد" وتحكى ظهور المسيح المقام لتلاميذه وإرساله القديس أندراوس إلى ليديا ، وكيف اهتدى الناس هناك إلى معرفة المسيح . 
 
كرازة القديس متياس فى مدينة آكلي لحوم البشر"  وتذكر كيف أطلق سراح القديس متياس بعد أن سجنه آكلو لحوم البشر وسملوا عينيه ، بواسطة القديس أندراوس الذى أرسله المسيح فى سفينة من قبله لمساعدة متياس . ولكن الاثنين سجنا بعد ذلك ثانية .
 
ثم أغرق القديس متياس المدينة ، فأطلق سراح الرسولين ، وآمن الشعب .
 
وأما أعمال القديس أندراوس والقديس برثلماوس وتروى قصة كرازتهما بين البارثنيين . 
 
استشهاد القديس أندراوس: 
 وتروى كيف رجم بالحجارة وصلب فى سكيثيا.  وقد أشار إليه يوسابيوس – أن مسرح استشهاد القديس أندراوس كان فى أخائية حيث سجن وصلب بأمر من الوالي "ايجيس" الذى هجرته زوجته بسبب كرازة القديس أندراوس.
 
  وقد أشار البابا إنوسنت الأول والقديس أوغسطينوس إلى "إنجيل القديس أندراوس" ، ولكن يحتمل أن يكون ذلك التباساً مع "أعمال القديس أندراوس" . 
 
وقد اكتشفت بقايا جسد القديس أندراوس فى القسطنطينية فى عهد جستنيان .
 
ويوجد جزء من صليبه فى كنيسة القديس بطرس فى روما .
 
والقديس أندراوس هو "حامي اسكتلندة" حيث قيل إن ذراعه قد نقلها إلى اسكتلندة القديس ريجيليوس ، أما نسب الصليب المعقوف إليه .