بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
ولد في الزقازيق في 21 بؤونة سنة 1581 ش باسم ميخائيل، وكان والداه من شبلنجة، ولذلك سمى ميخائبل الشبلنجي، وقد ادخله والداه مدرسة الفرير بالزقازيق، حث أتقن كل من اللغة العربية واللغة الفرنسية، كما أعتنى والداه بتلقينه المبادئ الدينية واللغة القبطية منذ حداثته، ولما بلغ سن الثامنة عشر رغب في اعتزال العالم وتكريس حياته للرب، فقصد دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ولكن والداه سعيا لإعادته مرة أخرى، وبعد فترة قصيرة ذهب للدير للمرة الثانية، مؤكدا إصراره على أختيار السير في طريق الحياة النسكية، وقد تمت سيامته راهبا في 8 طوبة 1601ش (15 يناير 1885م)، وبعد سبع سنين طلب الأنبا باسيليوس الكبير بعض الرهبان من دير الأنبا أنطونيوس ليقوموا بخدمة الكنيسة القبطية بالقدس، فأختير الراهب ميخائيل الأنطوني ضمن أربعة رهبان لهذا الأمر، وقد قام الأنبا باسيليوس برسامته قسا في يوم أحد الشعانين، قبيل سفره إلى القدس، وفي 12 بؤونة 1608ش (19 يونيه 1892م) رقاه إلى رتبة القمصية وجعله سكرتيرا له.
ولما مرض الأنبا باسيليوس، طلب من قداسة البابا كيرلس الخامس، أن يقوم برسامة القمص ميخائيل الشبلنجي الأنطوني أسقفا مساعدا له، وقد تم ذلك في يوم الأحد 18 مسرى 1612ش الموافق 23 أغسطس 1896م، باسم الأنبا تيموثاوس، وبعد نياحة الأنبا باسيليوس في 26 مارس 1899م، رقى الأنبا تيموثاوس إلى رتبة مطران للكرسي الأورشليمي في يوم الأحد 12 بؤونة 1615ش الموافق 18 يونيه 1899م، وكانت أبرشيته تشمل محافظات القنال والشرقية والدقهلية ومعظم مناطق الغربية.
وقد سار كسلفه في العمل على الحفاظ على التراث القبطي ومقدسات الكنيسة القبطية بالقدس، وتحمل في سبيل ذلك مضايقات عدة، كما عانى آلاما مريرة في سبيل الدفاع عن ملكية الكنيسة القطبية لدير السلطان ، وأشترى قطعتين من الأرض بجوار محطة سكة حديد القدس وقد جدد كنيسة الأنبا أنطونيوس بالبطريركية وزينها بالمفروشات والقناديل واستقدم الرسامين لرسم الأيقونات اللازمة بها واستحضر لها أجراسا ، وعُمِرَ من جديد سنة 1907 وأصبح لائقا في سنه 1912 لجعله مقرا رسميا للبطريركيه بعد تجديد كنيسته وأساساته القديمة وقد تحدث عنه كل من لوك روش luke & Roach (1922) وهناويرHnauer (1926) إيلسيون Elston (1929) ونوه بعضهم بأهميته التاريخية وخاصة بالنظر لمستودع مياه القديسة هيلانة الذى يوجد بداخل كنيسة قبطية صغيرة باسمها فى الدور الأرضي، يوجد بالطابق الثانى من ذلك الدير كاتدرائية الأنبا أنطونيوس
كما جدد كنيسة مارجرجس بجوار باب يافا بالقدس ،
و فى أريحا ديرا وكنيسه ذات هيكل على اسم مار أنطونيوس حولهما حديقه جميله، وكانت البطريركية فى اوخير القرن التاسع عشر قد اشترى الأرض، ثم بنت الكنيسه على اسم القديس العظيم انبا انطونيوس ( بين سنه 1922و 1924)، فهو الأنبا تيموثاوس (1899- 1925) ، اما مبنى الدير فقد شيد تها البطريركية من (1925- 1935) .
سعت البطريركية القبطية ما بين سنه (1899-1925) إلى شراء قطعة ارض اخرى باريحا . وقد كلفت وكيل دير الاقباط باريحا وقتئذ بذلك . باسم دير وكنيسة مار زكا والقديس اندرواس _ باريحا .
وشيد دير وكنيسة بأريحا، وفي بقية أبرشيته بمصر بنى العديد من الكنائس والمدارس، وأصلح دير الشهيدة دميانه بالبراري ، وشيد فى الجهة الغربية منه غرفا كثيرة لرحة الزوار .
الأنبا تيموثاوس ودير السلطان:
في سنة 1902م سافر الأنبا متاؤس مطران الحبشة وبصحبته الأنبا يوأنس مطران المنوفية والبحيرة، والأنبا مرقس مطران إسنا والأقصر، إلى القدس لمحاولة تسوية مسألة دير السلطان بطريقة تبقى على العلاقات الروحية بين الأقباط والأحباش، وهناك قابلهم القنصل الإيطالي بالقدس Karlintie، وسلمهم رسالة من إمبراطور الحبشة منيليك، طالب فيها بتسليم مفاتيح الدير إلى الأحباش، وبعدما قام المطارنة الثلاث ببحث الموضع وفحص المستندات، رفعوا تقريرا إلى البابا الأنبا كيرلس الخامس بتاريخ 5 بشنس سنة 1618ش (13 مايو سنة 1902م)، جاء فيه أن Karlintie إقتنع بقوة مستندات الأقباط وأخذ ملخصا منها ووعد بالرسالة إلى روما لترجمتها إلى اللغة الحبشية وإرسالها إلى الإمبراطور منيليك بمعرفة وزارة الخارجية الإيطالية، ولكن الإمبراطور لم يقتنع بذلك وأصر على أن الدير مِنحة من الملكة هيلانة، ومن ثم قطع العلاقات مع البطريركية القطبية بالقاهرة .
المحبة المسيحية الحقيقية التي تعامل بها البابا كيرلس الخامس مع الأحباش :
إزاء هذا القرار الحاسم الذي يرفض قبول أية طلبات جديدة من الأحباش بعدما فتح لهم باب في الجهة الشرقية من الدير، سعوا إلى مطالبة الحكومة بتسليم مفتاح الباب الذي يصل بين الدير وساحة كنيسة القيامة (باب كنيسة الملاك) إلى بطريرك الروم الذي كان يحابيهم على حساب الحق، ليتوصلوا بذلك إلى الاستيلاء على الدير لهذا رأى البابا الأنبا كيرلس الخامس والمجلس الملى العام، إرسال وفد إلى القدس مؤلف من السادة مرقس حنا، إلياس عوض وسيداروس بشارة، كانت مهمة الوفد "النظر في الأوقاف القطبية بالقدس وخصوصا في مسألة استبقاء المفتاح المذكور بيد الأقباط والممانعة في تسليمه لبطريرك الروم حسب طلب الأحباش، ومحاولة أرضاء الأحباش بقدر ما تسمح المحبة المسيحية الحقيقية، وصل أعضاء الوفد إلى القدس في 6 ابريل سنة 1908 م بصحبة مطران الكرسي الأورشليمي، وفي اليوم التالي زاروا متصرف القدس، وأنتظروا أياما دون فتح باب المفاوضات إلى أن وصل إلى القدس الجنرال مشاشا الحبشى، وفيما يلي ملخص ما جاء بتقرير الوفد خاصا بدير السلطان .
دمياط فى رعاية الأنبا تيموثاوس الشبلنجى:
كثيراً مازار دمياط فى ذهابه إلى الشام وإيابه، إذ كان كثيراً مايقيم عدة أيام حتى أيام حتىي حين موعد الباخرة ... وهناك خطاب قديم مرسل للقمص سيداروس بدمياط، يطلب منه أن يجهز المضيفة الملحقة بالكنيسة لحين حضوره الذى تم فى 26 يناير سنة 1912م، وهو فى طريقه ليركب الباخرة إلى السودان. حيث أقام إلى نهاية الشهر نحو أربعة أيام فى ضيافة القمص سيداروس والجمعية الخيرية بدمياط.
ونقرأ فى واردات وصادرات الكنيسة مئات الخطابات المتبادلة بين هذا الأسقف وكاهن دمياط وهذا دليل إهتمامه الكثير بأمور شعب دمياط. ولاننسى أنه هو قام بفتح مدرسة قبطية خاصة بتعليم البنات فى دمياط سنة 1897م تحت رعاية الكنيسة .
دمياط منذ عهد الباباكيرلس الرابع سنة 1861م :
آثرنا أن نسجل إسم هذا البابا لما له من التأثير الواضح على كل الإيبارشيات خاصة دمياط فإليه يرجع الفضل فى نواحي الإصلاحات المختلفة فى شتى المجالات، وله الفضل فى نشر التعليم فى كل كنائس الكرازة، وكان يستحث الأباء الأساقفة على ذلك كما يشجع الأراخنة على التبرع للقيام بنفقات هذه المدارس، وبنشأة الجمعيات التى تقوم بهذه الأنشطة .
وقد أمر قداسته بحصر كل أوقاف الكنائس فى سجلات رسمية، وكذا الحجج. وكان أول من أنشأ ديواناً لإدارة شئون البطريركية .
ومنذ تلك الفترة ورأينا فى معظم كنائس الإيبارشيات سجلات دقيقة وافية عن كل مايخص شئون الكنيسة. وقد عثرنا على مثل هذه السجلات بكنيسة دمياط بل والكنائس التابعة للطوائف الأخرى، منذ سنة 1880م وقد حصلنا منها على معلومات تكفى لسد الكثير من تاريخ هذه الحقبة .
تأسست هذه الجمعية بأمر غبطة البابا كيرلس الخامس، وبمنشور مسجل بالبطريركية كما بالداخلية، حيث قام نيافة الأنبا تيموثاوس الأسقف المساعد بعمل إنتخابات أسفرت عن نجاح: وكان عمل هذه الجمعيةالأساسى هو النظر فى شئون المدارس القبطية ومايلزمها ثم العمل لصالح إخواتناالفقراء .
ب – إنشاء مدرسة الأقباط الأرثوذكس للبنين سنة 1885م
ج – إنشاء مدرسة الأقباط الارثوزكس للبنات سنة 1891م
ويرجع الفضل فى إنشائها إلى نيافة الأنبا تيموثاوس الأسقف العام الذى أمر بفتح هذه المدرسة أسوة بالمدرسة الخاصة بالبنين
نياحة الأنبا تيموثاوس الشبلنجي
الأنبا تيموثاوس الأول، في مقر أبرشيته بالقدس، يرعى شئون رعيته ويسهر على الحفاظ على مقدسات الكنيسة إلى أن نُفى ومعه القمص يوحنا الأنطوني البهجوري رئيس عام أديرة الأقباط بالقدس وقتئذ، كما نُفى أيضا رؤساء الطوائف الأخرى بناء على أمر السلطان، وبقى في منفاه خمسة أعوام إلى أن سمح له بالعودة في أواخر عام 1918م، حيث أحتفلت الكنيسة والشعب القبطي بعودته من المنفى سالما، وقد ظل يدير شئون أبرشيته إلى انتقل بسلام من هذا العالم الفاني في 9 يونيو 1925 م .
بعد نياحة الأنبا تيموثاوس الأول مطران الكرسي الأورشليمي فى 9 يونيو سنة 1925نقست أبرشيته إلى أبرشيتين : الأولى هي أبرشية الكرسي الأورشليمي وتشمل أورشليم ( القدس) – الأردن – سورية – لبنان – محافظات القنال وسيناء – الشرقية ومقر كرسيها أورشليم (القدس ) .
أما الأبرشية الثانية وتشمل : الدقهلية – الغربية – دمياط ومقر كرسيها المنصورة.