بقلم د . ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
جباليا: في العام 1996 كشفت دائرة الآثار الفلسطينية في غزة آثار مقبرة رومانية بيزنطية على الجهة الغربية من تل جباليا الواقع شمالي شارع ايريز – غزة الرئيسي. وتحتوي المقبرة على نظامين للدفن يعود تاريخهما إلى الفترات الرومانية والبيزنطية. يضم النظام الأول مجموعة من القبور محفورة في الصخر الكركار، ويضم الثاني قبوراً سطحية منفردة في نفس نوع التربة، وهي تأخذ إتجاه شرق – غرب، ومغطاة ببلاد من الحجر الرملي. وقد اكتشف في المقبرة ايضا كثير من القطع الفخارية ومصابيع الزيت الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى قنان من الزجاج وأساور وأقراط ذهبية وبعض القطع النقدية الذهبية التى يعود تاريخها الى القرن السادس الميلادي. وعلى بعد 100 متر من المقبرة اكتشفت ارضية فسيفسائية على يد نفس الدائرة في العام 1997م. ويبدو أن الأرضية جزء من بناء بيزنطي يضم كنيسة بها ممرات وغرف للأستعمال الدينى أو الدنيوى، بالإضافة إلى ساحة عامة. إن الإبعاد الكبيرة لهذا البناء، ونوعية الفسيفساء المستخدمة، والنقوش اليونانية السبعة عشر التى وجدت هناك، وكذلك تفاصيل زخرفتها الغنية، يجعل منها أهم اكتشاف بيزنطي في غزة. أقدم نقش وجد هنا هو نقش فني مدمر جزئيا يعنود تاريخه الى 444 ميلادي، ومن المفترض أن تاريخ هذه الكنيسة يعود الى فترة اقدم. ومعظم النقوش الأخري مدمرة الى حد كبير وغير مقروءة. ويعتقد أن قرية عسلية الرومانية البيزنطية الموجودة على خارطة مأدبا البيزنطية الفسيفسائية وجدت على البقة الموجودة عليها قرية النزلة اليوم. الأرضية الفسيفسائية مزخرفة بمكعبات حجرية من البازلت الأسود ورخام وزجاج وفخار أحمر وحجر كلسي. ومعظم عناصر الزخرفة من أصل هندهى، وتشمل منظر صيد وزراعة وفواعه وطعام ومناظر من الحياة الرعوية وحيوانات وطيور. وكانت معظم التماثيل البشرية والحيوانية التي اكتشفت مدمرة. وتعطي هذه الاكتشافات الانطباع بان مستوطنة بيزنطية كبيرة، قرية كبيرة، إن لم تكن مدينة كانت موجوندة شمالي مدينة غزة في الفترة البيزنطية.
تقوم المناصب التذكارية الهامة في مركز المدينة حيث بنت الإمبراطورة أودوكيا كنيسة كبيرة. وقد بنى الصليبيون في تلك المنطقة عينها كنيستين إحداهما مكرسة للقديس يوحنا المعمدان والأخرى للقديس بورفيريو. مع عودة المسلمين تحولت الكنيسة الأولى إلى جامع أسموه الجامع الكبير. وفي الجامع، على إحدى بلاطاته نجد رسما لشمعدان سباعي يدل على أنه مأخوذ من كنيس يهودي قديم.وتحتفظ كنيسة القديس بورفيريو الأرثوذكسية بقبر أسقف غزة.
حي الزيتون: وهو أيضاً واحد من أقدم أحياء غزة، يقع إلى الغرب من شارع عمر المختار. قبل الحرب العالمية الأولي، كان حي الزيتون حياً صغيراً مكملا لحي الدرج. سمي بهذا الاسم لكثرة أشجار الزيتون التي تغطي جزءه الجنوبي إلي يومنا هذا. ويضم الحي عدداً من المباني التاريخية أشهرها مسجد خطيب الولاية، وكنيسة القديس بورفيريوس وحمام السمرة.
كنيسة القديس بورفيريوس: تقع هذه الكنيسة اليونانية الأرذوكسية في شارع رأس التلة في حى الزيتون. وقد بنيت إبان عهد الإمبراطور اركاديوس ( 395 – 420 م ) من قبل مطران غزة في ذلك الحين، القديس بورفيريوس. المداميك السفلية للكنيسة فقط أصلية، أما المداميك العلوية والسقف فقد تم بناؤها في فترات لاحقة. والكنيسة صغؤرة لكنها جميلة وهادئة، وهي محاطة من الجهات الشرقية الشمالية والغربية بمقرة بيزنطية ما زالت مستعملة من قبل الأقلية المسيحية الصغيرة الموجودة في غزة اليوةم. بنيت الكنيسة من الحجر الرملي، ولكن جدرانها تحتوي على حجارة رخامية موضوعة في الجدار بشكل أفقي، ويبدو أنها كانت من قبل أعمدة أخذت من أبنية سابقة وأيعد استخدامها هنا. تنخفض ارضية الكنيسة حوالي 2 م عن مستوى الشارع الواقع شماليها. يشبه مخطط الكنيسة الأصلي كثيراً مخطط الكنائس البيزنطية البازيليكية الأخري في فلسطين، لكن العناصر المعمارية للمنبي الحالي، مثل العقود المصلبة والقباب والمدخل الغربي تشبه ما هو موجود في الكنائس الصليبية. لذلك فإنه من المرجح أن يكون المبني الحالي قد بني في القرن الثاني عشر على اساسات الكنيسة البيزنطية الأصلية. بناءً على ما جاء في النقوش اليونانية والعربية فوق المدخل الغربي، فإن جدران وعقود الكنيسة قد رممت عام 1856م. والكنيسة اليوم عبارة عن قاعة مستطيلة مقسمة الى جزئين مربعين تقرياً مغطيان بعقود مصلبة محمولة على أعمدة رخامية عليها أقواس مدببه أو مستعرضة., يمكن الوصول إلى داخل الكنيسة عن طريق عدد من الأدراج عند المدخلين، وهي متوجة بأقواس مدببة. يبدو أن المدخل الشمالي للكنيسة قد تم تعديله خلال عملية إكمال البناء سنة 1856م. أما اليوم فإن المدخل الجنوبي مستعمل أكثر، ويبدو أنه فتح مكان نافذة سابقة يقع قبر القديس بورفيريوس الذى مات سنة 420م عند الحائط الشمالي للكنيسة.
وفي سنة 407 م حلت محل المعبد كنيسة بيزنطية دعيت بكنيسة يودوكسيا نسبة إلى الإمبراطورية البيزنطية يودوكسيا زوجة الإمبراطور أوكاديوس. امرت يودوكسيا المهندس المعماري روفينوس الانطاكى الأصل ببناء هذه الكنيسة التي دشنت يوم عيد الفصح أي في 14 نيسان سنة 407 م. ولكن الكنيسة دمرت خلال الغزو الفارسي لفلسطين سنة 614 م. والجزء الأكبر من المبني الحالي هو كاتدرائية صليبية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر. ويمثل الباب الغربي للمسجد الحالي صورة جيدة عن فن العمارة الإيطالي من القرن الثاني عشر. ويري الزائر للمسجد من هذا الباب نقوشا لعناقيد وأوراق العنب وزهرة الليلي محفورة في أعلي الباب ثم حولت الكاتدرائية إلى مسجد مع نهاية القرن الثاني عشر وأضاف المسلمون للمسجد بابا من الشمال وهو معروف اليوم بباب التية، وبابا آخر من الشرق، وطبعاً مئذنة وقبلة الصلاة. وتشير الكتابات المحفورة على أبواب وجدران المسجد إلى الكثير من الترميمات والإضافات التى تم إدخالها على المسجد على يد ملوك وموظفين رسميين مختلفين على مر العصور الإسلامية المتعاقبة. فمكتبة المسجد التى تضم أكثر من 20000 مجلد في العلوم والفن اضيفت في عصر المماليك، ومؤسسها هو الظاهر بيبرس السلطان المملوكي الرابع ( 1260 – 1277 م ). هذا القائد العظيم مسؤول عن بناء معظم الأبنية في غزة. لقد دمر جزء كبير من المسجد خلال الحرب العالمية الأولي، ولكن المجلس الإسلامي الأعلي أعاد ترميمه سنة 1926 م.
الأقباط في غزة: وطبقا لقول المقريزى كان للقبط كنيسة فى غزة على اسم ستنا مريم كان لرعية الشعب القبطى فى غزة وبها يؤدون خدماتهم الروحية ولكن لانعلم على وجه التحديد اين موقع هذة الكنيسة وكان يوجد مصريين كثيرين فى مدينة غزة قبل سنة 1967 ولكن بعد الحرب تناقص عددهم كثيرا .
اما الان فلصعوبة الظروف الامنية والسياسية فيصعب الوصول اليهم ولكن فى الحالات المهمة مثل الزواج او الجنازات او العماد فتقوم البطريركية باستخراج التصاريح اللازمة مهما بلغت صعوبتها لكى تتم تلك الخدمات الروحية
وفى عيدى الميلاد والقيامة تحاول اليطريركية القبطية بالفدس ياستخراج التصاريح لاقباط غزة لتادية الصلوات فى بيت لحم والقدس هذا كان قبل السابع من أكتوبر 2023م.