دكتور مهندس ماهر عزيز 
يتوقع خبير العلوم السياسية والاقتصادية الكبير الأستاذ القدير بجامعة أسيوط الدكتور اسماعيل صبري مقلد :  " أن تتدخل أمريكا خلال الساعات القليلة القادمة بثقل عسكري هائل إلى جانب إسرائيل في حرب التدمير الشامل التي تشنها علي ايران  ؛  وسوف تكون وجهتها الرئيسية في هذه الحرب هي تدمير كل المفاعلات النووية الايرانية ، ما سوف يشعل حريقا نوويا رهيبا في الشرق الأوسط لن تسلم دولة واحدة فيه من عواقب التلوث الاشعاعي القاتل الذي سيملأ أجواء المنطقة كلها ليحصد أرواح أعداد لا حصر لها من البشر : شعوب دول المنطقة التي ستكون وقود التصعيد الامريكي المتوقع وأكثر ضحاياه بين شعوب العالم " ..  

ولا يزال الكلام للأستاذ الدكتور اسماعيل صبري مقلد :  "هذا هو الزلزال الحقيقي الذي نحن مندفعون إليه بأسرع مما نتصور ،  الذي لا يجد قوة في العالم تستطيع أن توقفه ، أو تمنعه ، في غياب توازن الردع المتبادل ، فروسيا والصين تعيشان في واد آخر ؛ ويبقي الموت والخراب كله من نصيبنا ..  من هنا  يجب  ألا يغيب عن بالنا - ولو للحظة واحدة - أن تفجير كل هذه المفاعلات والمنشآت النووية الإيرانية وهي ساخنة وفي ذروة نشاطها هكذا دفعة واحدة ، بأسلحة أمريكية قد تكون غير تقليدية تستخدم لاول مرة في تاريخ الحروب ، وغير معروف مستوي الدمار الذي تحدثه أو مدي التلوث الذي تتسبب فيه " .. 

ويواصل أستاذنا  الكبير : " ويخرج عن حدود طاقتي كمحلل اقتراح الحل لمنع هذا الذي قد أكون نفسي أحد ضحاياه .. هذه حرب سوف تكون وبالا علي الجميع ، شئنا ام ابينا ، حرب لم يعرفها الشرق الأوسط من ذي قبل .. ولا أعتقد انه سوف يري مثيلا لها من بعد "  ..

لكنني أود أن أطمئن أستاذنا الكبير الدكتور اسماعيل صبري عبدالله بأن هذه التخوفات لن تحدث أبدا ، لأن كل المنشآت النووية المستهدف تدميرها في إيران للقضاء علي برنامجها للتسلح  النووي قضاء مبرما ،  سواء المختصة بتخصيب اليورانيوم  ، أو التي تعتبر مكملات تكنولوجية نووية مهمة للتحضير لإنتاج القنبلة الذرية ، لن ينتج عنها إشعاعات نووية مؤثرة أبدا عند تدميرها أو تفكيكها  ..

موقع واحد فقط لو تم المساس به سيكون هو الذي يمثل خطرا إشعاعيا رهيبا علي المنطقة كلها ،  ألا وهو موقع بوشهر النووي ، الذي يشتمل علي مفاعل نووي في الخدمة ، تبلغ قدرته المركبة 1000 ميجاوات  ؛  ويعمل كمحطة لتوليد الكهرباء ، التي تماثل كل المحطات النووية المستخدمة لإنتاج القوي الكهربية النووية في العالم  ، وهي من إنتاج الاتحاد الروسي ، ويقوم بتشغيلها الخبراء الإيرانيون إلي جانب  الخبراء الروس .

هذه المحطة النووية تنتمي إلي فئة الاستخدام السلمي للطاقة النووية ، ولا تشكل أي خطورة في برنامج التسلح النووي الإيراني ، ولذلك لن تقترب منها القاذفات الأمريكية مطلقا ،  فالدول النووية كلها تدرك أن المفاعل النووي من هذا الجيل لتوليد الكهرباء لا يمكن المساس به ، لأنه عند انفجاره سيكون للإشعاع الذري الناتج عنه أثر رهيب مدمر للحياة في دائرة ضخمة لا يقل قطرها عن حوالي 50 كيلومترا ، بل إلي أبعد كثيرا من ذلك  ..

لكن هذا المفاعل النووي في بوشهر لن يكون مستهدفا مطلقا في العمليات العسكرية ، لأنه بعيد كل البعد عن برنامج التسلح النووي الإيراني .. ولو ذكر اسم بوشهر في الضربات سيكون ما يضرب هو هياكل نووية أخري غير مشعة تختلف عن المحطة النووية  .