بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
أ. القوت والكساء اليومي
هب لنا يا رب أشياء أبديَّة (الطلبات السابقة). أعطنا أشياء زمنيَّة. لقد وعدت بالملكوت، فلا تمسك عنَّا الوسيلة التي نعيش بها. ستهبنا مجدًا أبديًا بإعطائنا ذاتك فيما بعد. أعطنا في هذه الأرض المئونة الزمنيَّة التي نقتات بها. لذلك فهو خبز يومي، وليعطنا إيَّاه "اليوم" أي في هذه الحياة. لأنَّكم هل تطلبون خبزًا يوميًا بعد عبوركم هذه الحياة؟! هناك لا تقال كلمة "يوميًا" بل "اليوم". الآن يقال يوميًا، أمَّا هناك فهل سيُدعى "يوميًا" حيث يكون يومًا واحدًا أبديًا؟! بلا شك تفهم هذه الطلبة عن الخبز اليومي بمفهومين هما: القوت الضروري للجسد، والقوت اللازم للروح.
ينبغي على الإنسان ألاَّ يشتهي أكثر من القوت اليومي، لأنَّه كما يقول الرسول: "لأنَّنا لم ندخل العالم بشيء؟ وواضح أنَّنا لا نقدر أن نخرج منه بشيء، فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما" (١ تي ٦: ٧-٨).
إخوتي الأعزاء... هذا الخبز الذي يشبع أجسادنا وينعش أبداننا كل يوم، لا يعطيه الله للذين يمجِّدونه فحسب، بل وللذين يجدِّفون عليه أيضًا، "فإنَّه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (مت ٥: ٤٥). إنَّكم تمجِّدون الله وهو يقوتكم، إنَّكم تجدِّفون عليه ومع هذا يطعمكم. إنَّه ينتظر توبتكم، فإن لم تتغيَّروا فسيدينكم.
ب. كلمة الله
فصول الكتاب المقدَّس اليوميَّة التي تسمعونها في الكنيسة هي خبز يومي. كذلك التسابيح التي تسمعونها وتمجِّدون بها الله هي خبز يومي. لأن هذه جميعها لازمة لنا أثناء رحلتنا. ولكن هل سنسمع كلمة الله في السماء عندما نبلغها، حيث نرى الله الكلمة ذاته ونسمع الكلمة ذاته ونأكله ونشربه كما تفعل الملائكة الآن؟! هل تحتاج الملائكة إلى كتب ومفسِّرين وقرَّاء؟! بالتأكيد لا. لأنَّهم يقرأون بالنظر. إنَّهم يعاينون الحق ذاته، يشبعون بغزارة من ذلك الينبوع الذي نحصل نحن على قطرات قليلة منه. لذلك فإن هذه الطلبة ضروريَّة لنا في هذه الحياة.
ج. سرّ الإفخارستيا
إن فهمتم هذا الخبز على أنَّه ما يأخذه المؤمنون، وما ستأخذونه أنتم أيضًا بعد نوالكم سرّ المعموديَّة، فإنَّه يكون لزامًا علينا أن نسأل ونطلب "خبزنا اليومي، أعطنا اليوم" حتى نحيا حياة معيَّنة (صالحة) ولا نحرم من الهيكل المقدَّس (أي من التناول من الأسرار المقدَّسة).
فهناك معنى جميل جدًا لهذه الطلبة، فإذ نطلب: "خبزنا اليومي أعطنا اليوم" نعني "اعطنا جسدك، طعامنا اليومي، لأن المؤمنين يعرفون الذين يقبلونه، وهم ينالونه لنفعهم، فهو لازم لهذه الحياة. إنَّهم يطلبونه لأجل أنفسهم أن يصيروا صالحين، وأن يثابروا على الصلاح والإيمان والسلوك المقدَّس، لأنَّهم إن لم يثبتوا في الحياة الصالحة يحرمون من تناول (سرّ الإفخارستيا). لذلك ماذا نقصد بـ "خبزنا اليومي أعطنا اليوم"؟ إنَّنا نعني: اجعلنا نعيش صالحين حتى لا نحرم من مذبحك.
أما عند إنهاء هذه الحياة، فإنَّنا لا نبحث عن الخبز الذي نجوع إليه، ولا نأخذ من الأسرار المقدَّسة من على المذبح، لأنَّنا سنكون هناك مع المسيح الذي نتناول جسده الآن. ولا تحتاجون إلى ما أحدِّثكم به الآن، ولا يُقرأ في الكتاب المقدَّس، إذ نعاين كلمة الله نفسه، الذي به صُنعت كل الأشياء، وبه تتغذَّى الملائكة وتستضيء، ونصير حكماء دون حاجة إلى المناقشات المستمرَّة، بل يشربون من الكلمة الوحيد، ممتلئين من ذاك الذي يسبحونه على الدوام، لأنِّه يقول المزمور: "طوبى للساكنين في بيتك، أبدًا يسبحونك" (مز ٨٤: ٤).
المسيح، يا أخوتي الأحباء يعرف أننا نحن بشر وأجسادنا تحتاج إلى الغذاء المادي، فالمسيح أخذ جسدنا البشري وآكل البشر، بالرغم من أنّه لم تتحرك فيه الحاجة للطعام والشراب. لكن الإنسان بحاجة إلى هذا الغذاء المادي لا كما يحدث مع الملائكة في السماء الذين ليس لهم أجسادٌ ولا يتغذون ماديًّا. وهكذا بينما في الطلبة السابقة للصلاة الربانيّة علّمنا المسيح أنّه علينا أن نعيش كالملائكة، هنا في الطلبة الآتية ينعطف إلى مرضنا ويعلّمنا أنّه يجب أن نصلّي إلى الله "أبانا" من أجل خبزنا اليومي، فالإنسان لا يشبه الملائكة في كلّ شيء طالما أن له جسدًا ويجب أن يأكل. لهذا علّمنا المسيح أن نطلب من الله أن يهبنا الخبز اليومي.
في افتتاحية الصلاة، تكلّم المسيح عن الخبز وليس عن المال والترف والحياة الراغدة والألبسة الفاخرة وكلّ ما إلى هنالك من احتياجات الإنسان المختلفة الزائدة. ويعلّمنا في هذه الطلبة أن نطلب من الله الضروريّات، وأن لا نهتم للخيرات الماديّة الكثيرة المتراكمة. والواقع أن صلاتنا موجّهة لأبينا المشترك الذي له أبناء آخرين وبالتالي نحن إخوة معهم. عندئذٍ كلّ أبناء الله لهم نفس الحقوق في الأعلى؛ في الثروة الأبويّة، ومن المستحيل على أحد أن يعمل على حساب الإخوة الآخرين.
هذا الخبز يُقال عنه بأنّه "الجوهري" أي الضروريّ لطبيعة الجسد، الضروريّ لجوهر حياتنا المعيشية، اليومي. طالما أنّ الخبز اليومي هو ضروري لكفايتنا. والمهم أن نطلب من الله أن يهبنا إيّاه بكثرة ولأسباب مختلفة. أحد هذه الأسباب، أنّ المرء، كما يعلّم الآباء القديسون، هو بين الخليقة وعلى الأرض، وقوّة الله تساعدها في الإثمار. فإن كان الوقت غير مناسب والسماء لا تمطر ولاتوجد ظروف ملائمة على الأرض، لا يمكن أن يثمر البذار وينمو في الأرض. وأيضًا يجب أن تتوافر لدينا الصحة لنؤمّن الضروريّات كي نعيش. وبالطبع، نستطيع أن ننمو ونعيش لا لأننا نأكل الغذاء المادي فحسب، بل بسبب نعمة الله التي تكفينا. ويدّلنا واقع الإنسان أنّه مهما أكل، وإن لم يكن لديه شيء ليأكله "فداخله يتآكله"، فمثل هذا الإنسان لن يكون معافى. كما هو الحال مع عضوٍ من أعضاء الجسم فهذا إن كان على وشك الموت فإنّه لن يتمكن من الحفاظ على الحياة المعيشية.
يعلّمنا المسيح بهذه الطلبة أن نلقي عنّا الاهتمامات الكثيرة والكبيرة. ولهذا عنى بقوله: "اليومي"، فلا يجب على المسيحي أن يكدّس الخيرات الماديّة كما فعل الغني الغبي في المثل الذي قاله لنا المسيح، لأنّه بهذه الطريقة يشير من جهة أنّه ليس عنده محبة للأخوة، ومن جهة أخرى ليس لديه ثقة بعناية الله، لكن يثق بنفسه بشكل مطلق وهذا عمليًّا هو عدم إيمان وتجديف.
تكلّمنا عن "خبزنا الجوهري"، أما من وجهة نظري، يجب أن لا نهتّم بالخبز المادي فحسب، بل بالخبزَين الروحيين الآخرين، ألا وهما كلمة الله وجسد المسيح. فضلاً عن ذلك، فإنّ هذين الخبزَين الروحيين هما ما تكلّمنا عنه، بالكلمة الأساسية "الجوهريّان" اللذَين يكونان طبيعة جوهرنا.
كلمة الله هي وصايا الله التي يجب أن نحفظها في حياتنا اليومية. وهكذا، وبهذه الطريقة نحصل على نعمة الله الكامنة وسط هذه الوصايا. في تجربة المسيح الأولى في الصحراء. فبعد الجوع، أغراه الشيطان أن يحوّل الحجارة إلى خبز. ولكن المسيح أجابه كما هو معروف بالقول: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4). أيّ أنّ الإنسان لا يعيش فقط بالخبز المادي، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله. فإن كان هذا القول ينطبق بشريّاً، نقول بالمثل الشعبي: "كلامك أشبعني، وكلْ أنت أكلك"، فكم بالأحرى ما يحدث مع كلمة الله التي هي نعمة الله.
أما الخبز الجوهري الثاني فهو الخبز الشكراني، جسد المسيح ودمه الإلهيين. فالمسيح دعا نفسه الخبز الذي نزل من السماء "أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء (يو50:6). الذي هو أسمى من المَن الذي أكله اليهود في الصحراء. ولهذا حددّت الكنيسة أن ننشد "أبانا" في القداس الإلهي قبل وقت قليل من المناولة الإلهية لجسد المسيح ودمه الكريمين. ويعني هذا أنّه في هذه الطلبة يقدّم الخبز الروحي والسماوي الذي يكفينا ويقدّسنا وهو جسد ودم المسيح.
فنحن في حياتنا اليوميّة نهيئ خبزنا المادي الذي نتناوله-صباحاً-ظهراً-مساءً. فكم بالأحرى هذا الخبز الروحي الذي به نشترك بجسد المسيح ودمه الإلهيين. فهذا يفرض علينا أن نطالع الكتاب المقدس، ونصلّي باستمرار الصلاة الربانيّة بتخشع وخاصة في جزئها الذي نصل به إلى "الخبز الروحي"، فالمسيح نفسه، هو الذي سيشبع مجاعتنا الروحية.
صراع ترجمات
اختلفت الترجمات في هذه الطلبة بالذات ...
● البعض يقول: خبزنا كفافنا أعطنا اليوم.
● والبعض يقول: خبزنا الذي للغد ، أعطنا اليوم.
● والبعض يقول: خبزنا اليومي ، كما في الترجمة الإنجليزية.
Give us this day our daily bread.
● والبعض يقول : خبزنا الجوهري ، أو خبزنا الفائق للطبيعة ، كما في كتاب أوريجانوس عن الصلاة الربية ...
و أنا لا أريد أن نفقد تأملنا الروحي في هذه الصلاة الربية، عن طريق الصراع بين الترجمات وأيها أصح !
إنما أحب أن أقول – أياً كانت الترجمة. إن المقصود بالخبز في الصلاة الربية، هو الخبز الروحي، وليس الخبز المادي .
الخبز الروحي
فما هي الأدلة التي تثبت أن الخبز الروحي هو المقصود ؟
1 – هذا أمر طبيعي يتفق مع تعليم السيد المسيح .. الذي لما جاع أخيراً بعد أن صام أربعين يوماً .. و قدم له الشيطان تجربة الخبز المادي ... رفضها وأجاب : "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .. بل بكل كلمة تخرج من فم الله " (مت 44 : 4)(تث 8 : 3).
2 – وهو الذي أوصانا في العظة علي الجبل " لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب .. فإن هذه كلها تطلبها الأمم " ( مت 6 : 31 ، 32 ) . فهل يعود و يعلمنا في الصلاة الربية، أن نهتم بهذه التي تطلبها الأمم " ؟ إنه يقول " اطلبوا أولاً ملكوت الله و بره " ولا يقول: ثم بعد ذلك اطلبوا هذه الأمور المادية. حاشا، بل يقول " وهذه كلها تزاد لكم " " لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها " ( مت 6 : 32 ، 33 ) . دون أن تطلبوا
3 – ويقول أيضاً " اعملوا لا للطعام البائد ، بل الطعام الباقي للحياة الأبدية " (يو 6 : 27). فهل بعد هذا يأمرنا أن نصلي من أجل هذا الطعام البائد؟ لا شك إذن أنه يقصد بالخبز الطعام الباقي للحياة الأبدية " . أي للغد .
4– ثم هل من المعقول أن تكون أول طلبة خاصة بنا، هي الخبز المادي؟! المعروف إن الطلبات الثلاث الأولي خاصة بالله " ليتقدس إسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك .. " ثم بعد ذلك أربع طلبات خاصة بنا . هل من المعقول أن تكون أولي هذه الطلبات هي الخبز المادي ؟ هل يعلمنا الرب أن نطلب هذا الخبز قبل أن نطلب مغفرة خطايانا، وقبل قولنا: لا تدخلنا التجارب ، لكن نجنا من الشرير ؟! هل الخبز المادي أهم من المغفرة الخطايا، وأهم من الخلاص من الشرير ؟!
5 – ثم هل من المعقول أن يطلب الرب منا أن نكرر طلبة الخبز المادي كلما صلينا؟! لأنه يقول " متي صليتم فقولوا هكذا : أبانا الذي في السموات " ( لو 11 : 2 ) . فهل إذا كررنا هذه الصلاة الربية عديدة في اليوم الواحد، نكرر أيضاً الطلبة من أجل الخبز المادي مرات عديدة كل يوم؟! إن هذا لا يتفق مع التعليم الروحي الذي للسيد المسيح حيث يقول " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون و بما تشربون " (مت 6 : 25). ضارباً لنا مثلاً بطيور السماء ...
6 – ويمكن تأكيد هذا أيضاً من فحص الكلمة اليونانية الخاصة بهذه الطلبة و هي إيبي أوسيوس. الكلمة اليونانية تتسع لثلاث معان هي الجوهري أو الجوهري جداً، أو الذي للغد، أو الكفاف. فلماذا نحصرها في معني الكفاف؟ ولماذا نأخذ عبارة (الكفاف) علي أنها تعني الخبز المادي. إن كان المقصود الخبز الجوهري من كلمة (أوسيا) اليونانية بمعني جوهر، فلا يمكن أبداً أن يكون معناها الخبز المادي وإن كانت ترجمة الكلمة اليونانية (الذي للغد) كما في الترجمات القبطية، فالمقصود هو الخبز الذي للحياة الأبدية التي هي الغد بمعناه الواسع.
وحتى إن ترجمت بالكفاف، فلا يمكن أن تعني الخبز الجسدي. أنها هي من الروحية - إن ترجمناها هكذا ، أو صلاها البعض هكذا - إننا نريد منك يا أبانا السماوي أن تعطينا خبزنا الروحي الذي يكفينا . نريد ما يكفينا لقيام حياتنا الروحية ولا نريد أزيد ، فقد امرنا الرسول ألا نرتئي فوق ما ينبغي (رو 12: 3) . ولا نريد أزيد حتى لا نقع في المجد الباطل أو الكبرياء، أو يضربنا العدو بضربة يمينية. إذن عبارة الكفاف. يمكن أن تقال أيضاً بمفهوم روحي. خاص بالخبز الروحي .
أنا لا أريد أن أدخل في بحث لغوي أو جدل لغوي ، فحديثي معكم حديث روحي خالص . . وكل ما أريده لكم في صلواتكم أن تقصدوا الخبز الروحي الذي للحياة الأبدية .
فماذا هو هذا الخبز ؟
هو كلمة الله ، كما قال السيد المسيح ( مت 4: 4)، وكما في سفر التثنية ( 8: 3) فكلام اله غذاء القلوب . والخبز الروحي أيضاً هو سر الإفخارستيا هو السرائر المقدسة كما شرح الرب في إنجيل يوحنا " أنا هو الخبز الحي النازل من السماء ( يو 6: 32 -51) . إنه خبز الحياة . غذاؤك هو الله نفسه " ذوقوا وأنظروا ما اطيب الرب ". وغذاؤك الروحي هو كل ما يعذيك روحياً ، من صلاة وتأمل ، اجتماعات روحية ، وألحان وترانيم .. وقد تتغذي أيضاً بالحب الإلهي وبالفضيلة .
وحينما تقول للرب " أعطنا " ماذا تقصد بهذه العبارة ؟
تقصد أنك تطلب غذاءك الروحي من الله نفسه ، مصدر النعم كلها ، والذي يعرف ما تحتاجه . وإن كان الله يعطيك ، فلا تعطل عطيته ، بالتراخي في تناول غذائه .
اهتم بغذاء روحك ، كما تهتم بغذاء جسدك، بل أكثر. أنت تعطي جسدك طعاماً كل يوم بوجبات متعددة وبكميات كافية، ويزداد حبها لله. إن لم يأخذ الجسد غذاءه يمرض ويضعف. وهكذا الروح أيضاً. تذكر هذا كلما تصلي. ومرض الروح هو أولاً الفتور. فإن لم يجد علاجاً، تضعف مقاومة الروح للخطية، ويسهل سقوطها. أما الغذاء الروحي فيعطي قوة للروح كما أن غذاء الجسد يعطي قوه للجسد. وكما ان الغذاء الذي تقدمه للجسد، ينبغي أن يكون سليماً صنف جيد، كذلك الغذاء الذي تقدمه للروح. كلما كانت القراءات و التأملات عميقة ومن نبع صاف، هكذا تكون فائدتها للروح … اهتم إذن بغذائك الروحي. أسمع إليه بكل نشاط، وقدمه لنفسك بكل اهتمام. ولا تقصر في صلاتك على عبارة " خبزنا … أعطانا " بينما تهمل نفسك، ولا تقدم لها غذاء أنت تقدم الغذاء، والرب يستجيب لصلاتك، ويعطي لهذا الغذاء الروحي فاعليته في قلبك وفي إرادتك …