د. أمير فهمى زخارى

كتب يوسف السباعي في روايته ارض النفاق يقول :
- تمشيت على ضفاف النيل ووجدت دكانا كُتب على بابه ( تاجر أخلاق جملة و وقطاعي )
- دخلت فإذا بي أجد شوالات بجانب بعضها مكتوب عليها :
كذب
مروءة
نفاق الي آخره
- فاشتريت بضع جرامات شجاعة وشربتها مع كأس ماء ورجعت إلى البيت
كانت حماتي تسكن معنا طردتها
انزعجت زوجتي طلقتها
اعترض الاولاد طردتهم ونمت وحدي في البيت
- في اليوم الثاني صحوت متأخرا كثيرا وبهدوء وبدون عجلة ذهبت للوظيفة استقبلني زميل وقال لماذا تأخرت والمدير يبحث عنك
دخلت إلى المدير وضربته وبعد وقت قصير كنت مطرودا من العمل
- عدت للبيت
لا وظيفة
ولا زوجة
 
ولا اولاد ماذا أفعل ؟
 -ذهبت لصاحب الدكان واشتريت قليلا من النفاق ولم يأتي المساء إلا والعائلة مجتمعة
-  في اليوم الثاني مبكرا لم يأخذ الموضوع أكثر من دقائق حتى عدت موظفا جديرا بالثقة
 -فكرت كثيرا بهذا الدكان وذهبت إليه واشتريت منه كل النفاق وأخذته فوق جسر على النيل وأفرغته كله في النهر
فشربت منه الأمة كلها
 - ومن يومها لليوم ... مثل ما انت شايف.
 
ملحوظه:
أرض النفاق هو فيلم مصري عرض عام 1968 مقتبس عن رواية أرض النفاق للكاتب يوسف السباعي. الفيلم من إخراج فطين عبد الوهاب وبطولة فؤاد المهندس وشويكار وسميحة أيوب، (قصة الفيلم .. مسعود أبو السعد موظف عادي متزوج ولكنه غير قادر على تغيير حياته، وبالصدفة يرى محل لبيع الأخلاق ويرى أن الأخلاق القبيحة قد نفذت فيقوم بشراء بعض أخلاق الخير، ولكنه بعد أن عمل بها خسر كل شيء فيضطر إلى شراء بعض الأخلاق القبيحة مثل النفاق الذي يساعده على تولي أفضل المناصب).
 
قدمت قصة الفيلم من قبل في فيلم أخلاق للبيع عام 1950 بطولة محمود ذو الفقار وفاتن حمامة وإخراج محمود ذو الفقار.
 
النفاق والاسلام:
وقال عز وجل في صفات المنافقين: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ [النساء:142-143].
 
﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101].
 
النفاق والمسيحيه:
أدان النبي إشعياء النفاق في زمنه: "فَقَالَ السَّيِّدُ: لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً" (إشعياء 29: 13).
 
وبعد هذا بقرون عديدة إقتبس المسيح هذه الآية موجهاً نفس الإدانة إلى القادة الدينيين في أيامه (متى 15: 8-9). قال يوحنا المعمدان أن الجموع غير المخلصين الذين جاءوا إليه من أجل المعمودية هم "أَوْلاَدَ الأَفَاعِي" ونبّه المنافقين إلى ضرورة أن يصنعوا "أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (أنظر لوقا 3: 7-9). كما أخذ المسيح موقفاً حاداً ضد التظاهر بالتقوى – قال أن المنافقين "يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!" (متى 7: 15)، وهم أيضاً "قُبُوراً مُبَيَّضَةً" (متى 23: 27)، و"حَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي" (متى 23: 33).
 
اعتقد فهمتوا ما قصد الكاتب من هذه الراويه ... هل النفاق يكسب ؟؟؟ يا ترى احنا دلوقتى عايشين فى أرض النفاق !!!؟؟؟ تحياتى.