نادر شكري 
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بأن ضربة جوية إسرائيلية يُشتبه بأنها استهدفت بوابة سجن إيفين الواقع في شمال غرب طهران، والذي يضم معارضين للنظام الإيراني ومواطنين مزدوجي الجنسية . ويُعتقد أن الضربة كانت بطائرة بدون طيار، رغم عدم إعلان إسرائيل رسمياً مسؤوليتها .

سجن إيفين معروف بكونه مركزاً للاعتقال السياسي والتجسس، ويُستخدم كساحة ضغط دبلوماسي لاحتجاز الأجانب والمزدوجي الجنسية . وتزامن هذا القصف مع موجة تصعيد إيرانية – إسرائيلية، شملت قصفاً أميركياً سابقاً لمواقع نووية إيرانية، ورداً إيرانياً عبر هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل .

فقد قصفت الضربة «مدخل السجن ومبنى إداري»، وسُجّل هروب محتمل لعدد من السجناء، حيث حاولت عائلاتهم والمواطنون الوصول إلى السجن بعد الصوت الإنفجارات .

استهداف سجن إيفين بطائرة مسيرة يُعد تطورًا لافتًا في مسار التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، لكنه يتجاوز كونه ضربة عسكرية تقليدية. السجن يُعتبر رمزًا للقمع السياسي في إيران ومركزًا لاحتجاز المعارضين والمعتقلين من مزدوجي الجنسية، ما يجعل استهدافه بمثابة ضربة رمزية مباشرة لهيبة النظام الإيراني.

الضربة، التي طالت بوابة ومباني إدارية من السجن، قد تسفر عن إطلاق أو هروب بعض السجناء، بينهم معارضون معروفون، الأمر الذي قد يخلق حالة من الفوضى الداخلية ويفتح المجال أمام تصاعد الحراك الشعبي، خاصة في ظل حالة الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

بعض المراقبين يرون أن هذه الضربة تأتي في سياق محاولات أوسع لإضعاف قبضة النظام الأمنية، عبر تفكيك مؤسساته الحساسة وتوجيه رسائل ردع قوية، وليس بالضرورة في إطار خطة مباشرة لإسقاط خامنئي. ومع ذلك، فإن إضعاف أذرع النظام القمعية قد يكون تمهيدًا لتآكل سلطته من الداخل، خاصة إذا تزامن مع احتجاجات داخلية واستياء شعبي واسع.

وتُفهم الضربة، في إطارها الأشمل، كمحاولة لدفع النظام الإيراني نحو التراجع الاستراتيجي، عبر خلق أزمات أمنية متكررة، واستنزاف أدوات السيطرة، وهو ما قد يؤدي تدريجيًا إلى تصدع داخلي يسهل استغلاله دوليًا.