( 1860- 1935 ) 
إعداد/ ماجد كامل 
ميلاده ونشأته : 
ولد في أسنا ليلة عيد الميلاد المجيد قي 7 يناير 1860 ، وتربى في بلدة العضايمة ، وفي شبابه تاثر بسيرة الراهب يوحنا الذي من روما صاحب الإنجيل الذهب الذي ترك مملكة أبيه . أصيب بمرض شديد ، فتعهد  إلى الرب أنه إذا شفي من هذا المرض ، فأنه سوف يوهب نفسه لحياة الرهبنة ، وبالفعل من الله عليه بالشفاء . 
 
ترهبه بدير السيدة العذراء السريان : 
عندما بلغ السابعة عشر من عمره ( اي عام 1878م ) ، ذهب إلى دير السريان ببرية شيهيت ،وصار راهبا هناك ، وصادف ذلك كان يوم سبت  النور ، وترهب بأسم "الراهب يوحنا  . 
 
تاريخ رسامته قسا : 
تمت رسامته  في عام 1886 . وكان ذلك يوم سبت النور . 
 
تاريخ ترقيته قمصا : 
تمت ترقيته قمصا عام 1890 ، وكان ذلك على يد الأنبا بطرس أسقف منفلوط . 
ثم  تقلد منصب وكيل الدير ، حتى رقاه البابا كيرلس الخامس إلى منصب رئيس الدير . وذلك بعد نياحة القمص تاوضروس رئيس الدير السابق . 
 
أهم  أعماله في دير السريان : 
1-قام ببناء قلالي الرهبان ،وبنى قصرا لاستقبال الزائرين . 
2-اشترى للدير عدة منازل بشارع كلوت بك ( حيث شيد خمسة بيوت هناك ) . 
3-أهتم بتجديد عزبة االدير بقرية أتريس مركز إمبابة محافظة الجيزة . 
4-قام بتشييد خمسة بيوت بشارع كلوت بك . 
5-أشترى عشرة أفدنة وقف على دير السريان ، مما جعل إيرادات دير السريان في عهده تصل إلى مائة وعشرين جنيها في الشهر . 
6-أهتم بتوفير كل احتياجات الرهبان ، حتى أجمع الكل على محبته ، وجعل الرهبان في حالة نمو روحي . 
 
رسامته أسقفا على النوبة والخرطوم : 
عندما أراد البابا كيرلس الخامس رسامة القمص مرقس الأنبا بولا للخرطوم وبلاد النوبة ، أعتذر القمص مرقس بعد ان حذره القمص بطرس وكيل دير السريان من الذهاب للسودان . فطلب البابا من تلميذه التوجه  للعزباوية بالقرب من الكاتدرائية المرقسية بكلوت  بك ، فرشح له القمص يوحنا الأسناوي ، وعندما عرض البابا كيرلس الخامس الأمر عليه ، وافق ولم يمانع ،وبالفعل تمت رسامته أسقفا على السودان في نفس اليوم مع أسقف أسيوط  في 12 يوليو 1897 م . وصار أسمه في الأسقفية " الأنبا صرابامون " . 
ولكن نظرا لرواسب الثورة المهدية ، لم يتمكن الأنبا صرابامون من التوجه مباشرة إلى السودان ،فمكث في القاهرة لمدة سنة حتى أستقرت الأحوال في
 
السودان  . توجه بعدها إلى السودان . ترقيته مطرانا : 
أثناء زيارة البابا كيرلس الخامس للسودان في 14 فبراير 1909 ، قام قداسته بترقية الأنبا صرابامون إلى رتبة المطرانية .
أهم أعماله في المطرانية : 
1- بعد وصول الأنبا صرابامون إلى الخرطوم بعد سنة من رسامته ، بدا في بناء أول كنيسة  مكان الكلية القبطية الموجودة حاليا بجوار كنيسة العذراء ، إذ كان كل المربع ملكا للكنيسة ، وقد أعطي هبة من الحكومة . 
2- في عام 1898 م ،افتتح أول مدرسة روضة ( حضانة ) ، ولكن تعثرت أحوالها المادية ، فقام بييع دابته  الخاصة بمبلغ سبعة جنيهات ( وهي كانت مبلغ ضخم في تلك الفترة ) ليسدد مرتبات المدرسين . 
3- في عام 1904 ، اختار مكان كنيسة السيدة العذراء بالخرطوم ( مقر المطرانية حاليا ) ، وعند زيارة البابا كيرلس الخامس للسودان في تلك السنة ، قام بوضع حجر الأساس للكنيسة . كما قام بإرسال مهندس من البطريركية للإشراف على بنائها ، وتم تدشين الكنيسة في الزيارة الثانية للبابا كيرلس الخامس للسودان في 14 فبراير 1909 ، وكان يرافقه في هذه  الزيارة شماسه الخاص الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس  .
4-في عام 1912 ، قام ببناء كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالخرطوم بحري ، وكنيسة السيدة العذراء بأم درمان . 
5-في عام 1914 ،قام ببناء كنيسة السيدة العذراء بعطبرة . 
6-في عام 1915 ، قام ببناء كنيسة مارجرجس ، كذلك كنائس الدامر وبور سودان . 
7-في عام 1919 ، قام ببناء الكلية القبطية بالخرطوم حيث بدات ب"ابتدائي بنين " . 
8-في عام 1924 قام بتشييد الكلية القبطية للبنات بالخرطوم  . 
9-أهتم بالتعليم  في السودان اهتماما شديدا ، فكان مستوى المدارس مرتفعا ، كما كانت تخدم المسيحين والمسلمين على السواء . 
10-أهتم بجمع التبرعات من كل بلد مصر ، بمبلغ يبدأ بالمليم فما فوق ، وكان شعاره " الرب يقبل أقل عطاء " . 
11-حباه الله بعمل  معجزات شفاء كثيرة . 
12- كانت تربطه علاقات صداقة خاصة مع الكثرين من قديسي وعاماء عصره : مثل المتنيح الأنبا أبرآم أسقف الفبوم والجيزة ، القمص ميخائيل البحيري ، القمص عبد المسعودي الكبير ، القمص مرقس سرجيوس  ..... الخ . 
 
تبرع أحدى الهيئات المسيحية بمبلغ 250 جنيها تقديرا منها لنشاطه :
يذكر الدكتور مينا بديع عبد الملك ، نقلا عن المؤرخ الإنجليزي موناجيو فاولر Montague Fowler ( 1853- 1933 ) في كتابه "مصر المسيحية " Christian Egypt     عندما شاهد نشاط المطران أعجب بالخدمة في إيبارشيته إعجابا شديد ، وتمكن  من إقناع أحد الهيئات المسيحية ، أن تتبرع له بمبلغ 250 ( وهو مبلغ ضخم لا يستهان به فى تلك الفترة من عام 1900 ) . وعندما سمع البابا كيرلس الخامس بهذا التبرع ، أرسل لأعضاء الهيئة المتبرعة خطاب شكر أعلمهم فيه أن المدرسة القبطية التي  عمل على بنائها الأنبا صربامون ، أصبح عددها 112 تلميذا . 
 
تاريخ نياحته : 
حدثت بعض المشاكل بين المطران وأحد الآباء  الكهنة  ، فلجأ المطران إلى القاهرة للعمل على تهدئة المشاكل ، ولكنه لم يجد أذنا صاغية لسماع شكواه ، فاقام على مضض في غرفة متواضعة  بالدار البطريركية ،  ثم انتقل إلى القصر البطريركي بحلوان ، وظل مقيما به إلى أن تنيح  في 18 يونيو 1935 عن عمر يناهز 75 عاما ، قضى منها حوالي 38 عاما في الأسقفية ،ودفن جثمانه الطاهر تحت مذبح كنيسة أبي سيفين  بمصر القديمة .  ولقد ظل كرسي السودان شاغرا بعدها لمدة 12 سنة ، إلى أن تم تجليس البابا يوساب الثاني البطريرك 115 ، فقام بتقسيم السودان إلى إيبارشتين ، إيبارشية للخرطوم والجنوب ، وإيبارشية أخرى لأم درمان وشمال السودان .
 
مراجع المقالة : 
1-يوسف بك منقريوس :    تاريخ الأمة القبطية مدى العشرين سنة الماضية ( من سنة 1893- 1912 ) ،موقع الكنوز القبطية Coptic Treasures ،      الصفحات من 401-  403 . 
2-القمص صمويل تواضروس السرياني :تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، الطبعة الثالثة ، مكتبة دير السريان العامر ، الصفحات من 259- 260 .
3-مينا بديع عبد الملك : رسالة مارمينا الثامنة عشر فى أعمال الآباء البطاركة وأساقفة القرن العشرين ،مطبوعت جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2004 ، الصفحات من 57- 59 .
4-قؤاد باسيلي :- رحلتنا إلى السودان ، مجلة مارجرجس  ، موقع الكنوز القبطية Coptic Treasures  ، يناير وفبراير 1954 ، السنة السادسة العدد 1- 2 ، صفحة 57 .
5-موقع الأنبا تكلا هيمانوت ST –Takla .org .