محرر الأقباط متحدون
للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، نجحت قافلة مكوَّنة من 140 شاحنة محمّلة بالدقيق والأدوية والمواد الغذائية في دخول قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم ورفح، وسط تأمين كامل وفّرته العشائر والقبائل الفلسطينية بعيداً عن أي مرافقة عسكرية رسمية.
المفوّض العام لهيئة شؤون العشائر عاكف المصري أعلن فجر اليوم أنّ «التدخل العشائري الموحَّد» هو ما أتاح مرور القافلة «من دون طلق نار واحد»، في خطوة وصفها بأنها «اختراق إنساني ورسالة تحدٍ للسياسة الممنهجة لتجويع غزة».
وأكّد عاكف المصري في بيان أن هذه القافلة «لن تكون الأخيرة»، قائلاً إنّ الأيام المقبلة ستشهد «مفاجآت» تتعلق بإدخال مزيد من الإمدادات وكميات من الوقود والغاز بعد مباحثات مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي تلقّى تعهداً إسرائيلياً مبدئياً بالسماح بدخول 100 شاحنة يومياً من المواد الغذائية الأساسية.
من جهتها، حذّرت تقارير حديثة للأونروا وبرنامج الأغذية العالمي من أنّ القطاع يقترب من «مستويات مجاعة» بعدما توقّف دخول المساعدات كليّاً منذ 2 مارس، أي منذ انهيار آخر هدنة إنسانية.
وتصف الأمم المتحدة القافلة الجديدة بأنها «خطوة مرحَّب بها لكنّها لا تزال قطرة في بحر الاحتياجات»، إذ كانت غزة تعتمد قبل الحرب على نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً.
في السياق ذاته، أبدت منظمات إغاثية خشيتها من تحوّل نقاط توزيع المساعدات إلى «مصائد موت» ما لم يُسمح بتدفق مستمر ودون عراقيل، فيما رأت مصادر فلسطينية أنّ نجاح التأمين العشائري «قد يُعيد رسم معادلة التحكم بالميدان» ويضغط على السلطات الإسرائيلية لقبول آلية عبور أكثر سلاسة خلال الأسابيع المقبلة.
يُذكر أنّ هذه التطورات تأتي في وقت تتواصل فيه المساعي الدولية لتثبيت وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.