القمص رويس الجاولى
تابع العصور الوسطى ( ٥٦٢- ١٥٠١ ) الامبراطوريه الساسانية
+ تزوج خسرو الثاني من مسيحية تدعى شيرين، والتي نشأت نسطورية في كنيسة المشرق وتحولت لاحقاً إلى المذهب الميافيزي (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية). كانت علاقة خسرو بالمسيحية معقدة: كانت زوجته شيرين مسيحية، وكذلك كان وزير المالية يزدين، وطبيب البلاط غابرييل من سنجار. خلال فترة حكمه كان هناك صراع مستمر بين المذاهب المسيحية الميافيزية والنسطورية. فضلّ خسرو الميافيزية، وأمر جميع رعاياه بالالتزام بالمذهب، ربما تحت تأثير شيرين وطبيب البلاط الملكي غابرييل من سنجار، اللذين دعما هذا المذهب. قام خسرو أيضًا بتوزيع أموال أو هدايا على الأضرحة المسيحية. أدّى تسامح خسرو الكبير تجاه المسيحية وصداقته مع البيزنطيين المسيحيين إلى اعتقاد بعض الكتاب الأرمن أن خسرو كان مسيحيًا. كانت سياسته الإيجابية تجاه المسيحيين (والتي، مع ذلك، ربما كانت دوافعها سياسية) جعلته لا يحظى بشعبية مع الكهنة الزرادشتيين، كما جعل المسيحية منتشرة بشكل كبير حول الإمبراطورية الساسانية.
+ هاجم القائد الفارسي شهربراز ولاية سوريا الرومانية ونجح في الاستيلاء على أنطاكية وطرطوس، لتنقطع الصلة بين القسطنطينية وولاياتها الجنوبية في فلسطين ومصر وإفريقية. ثم ضموا دمشق وأفاميا وحمص سنة 613م، حاول القائد البيزنطي نيستاس مقاومة الفرس إلا أنه هُزم في أذرعات. وفي سنة 614م، استولوا على القدس بعد حصار وحرقوا عدد من الكنائس بينها كنيسة القيامة، واستولوا على مقدسات مسيحية كالصليب الحقيقي والحربة المقدسة والاسفنجة المقدسة. ثم غزا القائد الفارسي شهربراز مصر سنة 618م، واقتحموا الإسكندرية بعد عام من الحصار. رد هرقل على ذلك بأن تحالف مع الخزر الذين شنوا هجومهم على الفرس في القوقاز. ثم فاجأ هرقل الفرس بمهاجمتهم في شتاء 627م، وألحق بالفرس هزيمة قاسية في نينوى. تسببت الهزائم
المتلاحقة التي ألحقها هرقل بالفرس في حملته إلى ثورة الجيش على خسرو الثاني وخلعه وتنصيب ابنه قباذ الثاني الذي بادر بطلب الصلح مع هرقل. وقد تم هذا الصلح لينجح بذلك هرقل في استعادة كافة الأراضي البيزنطية التي استولى عليها الفرس من قبل، إضافة إلى استعادة أسرى البيزنطيين ومقدساتهم الدينية المسلوبة من القدس سنة 614م. وبالرغم من التسامح مع المسيحية في أواخر عهد الساسانيين غير أن فترة الحرب البيزنطية الساسانية التي دامت بين عام 602 وعام 628 شهدت اضطهادًا للمسيحيين كونهم على دين البيزنطيين. فبعد وفاة سبريشوع سنة 604 خلفه جيورجيس الأول، ويبدو أن تعيين جيورجيس جاء من دون رضى خسرو حيث حرم المسيحيين من تعيين خليفة له بمجرد وفاة البطريرك سنة 608، فظلت كنيسة المشرق بدون بطريرك طيلة فترة حكمه. خلال هذه الفترة أدار أمور الكنيسة كلا من آبا رئيس شمامسة قطيسفون وباباي الكبير، أحد أبرز لاهوتيي القرن السادس.