بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
  وعضو إتحاد كتاب مصر 
 
أولاً: أثبتُوا ممنطقين أحقاءكم بالحقّ، فتثبت وتمنطق وسطك بالتمسك بُوعُود الله، وبالمسيح الغالب المُنتصر علي الخطية، الذي قال: مَن منكم يبكتني علي خطية ؟! (يو46:8)، متمسكين دائماً بحياة التُوبة، والاعتراف والتناول من الأسرار الإلهية المُقدسة، وممارسة وسائط النعمة..
 
ثانياً: لابسين درع البرّ، أي أن نرتدي، ونكتسي بدرع البرّ الرّب يسوع المسيح القائم من الأمُوات، مستأسرين كُل فكر إلي طاعة السيد المسيح (2كو5:10)، والذي يلبس البرّ كفضيلة (المسيح برّنا)، ألبسُوا الرّب يسوع المسيح، ولا تصنعُوا تدبيراً للجسد لأجل الشهُوات (رو14:13)، ولا يمكن للعدُو الشرّير أن ينفذ إلي داخله (يو30:14)..
 
ثالثاً: حاذين أرجلكُم باستعداد إنجيل السلام، فترتدي الحذاء الذي يغطي القدم ويحميه من لدغات الحية القديمة (إبليس)، بالاستعداد للسير مع الرّب في طريق الآلام إلي جبل الجلجثة، وتكُونُون مبغضين من الجميع من أجل أسمى، ولكن الذي يصبر إلي المنتهى فهذا يخلص (مت22:10)..
 
 وجميع الذين يُريدون أن يعيشُوا بالتقُوى في المسيح يسوع يضطهدُون، مع وعد من الرّب بتعزيات السماء لهُم، إذ قال: لا تخافُوا من الذين يقتلُون الجسد، ولكن النفس لا يقدرُون أن يقتلوها، فما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات، ( إش7:52؛ رو15:10؛ 2تي12:3)..
 
   رابعاً: حاملين فُوق الكُل تُرس الإيمان، الذي به تقدرُون أن تطفئُوا جميع سهام الشرّير المُلتهبة، لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان (2كو7:5)، لأن كل مَن ولد من الله يغلب العالم (بالمسيح الذي فيه)، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا، الذي يُؤمن أن يسوع هُو ابن الله (1يو4:5)..                                                                                    
   خامساً: خذُوا خُوذة الخلاص، أي محتمين بالصليب لحماية الرأس والفكر من طياشة الأفكار، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص، ليس أسم آخر تحت  السماء قد أعطى بين الناس، به ينبغي أن نخلص ( أع12:4)..
 
   سادساً: سيف الرُوح الذي هُو كلمة الله، وهُو سلاح هجُومي فعّال ومُؤثر، وحاسم في المعركة، فنحارب العدُو بالمكتُوب في الكتاب المُقدس ونتمثل بالسيد المسيح في حربه مع إبليس (مت1:4-10؛ عب12:4)، لأن كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلي مفرق النفس والرُوح والمفاصل والمخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونياته..
 
أما الإمدادات، والمُؤنة، والذخيرة الفاقدة، نتيجة حرب الاستنزاف في المعركة، فنعُوضها في قوله: مصلين بكُل صلاة وطلبة كُل وقت في الرُوح  إسهرُوا وصلُوا لئلاّ تدخلُوا في تجربة، أما الرُوح فنشيط، وأما الجسد فضعيف، (مت41:26؛ 1بط7:4؛ 2بط12:3)..
 
 ومن القِسمَ الجميلة التي تصليها الكنيسة دائماً: يا لعظم حبك، نعم هُو حُبك العظيم الذي يجعلك تقبل كُل ذلك العذاب من أجلي، يارّب إذا رأيتني غصناً يابساً ثبتني فيك غصناً حياً أيها الكرمة الحقيقية..
 
فمحّبة المسيح تحصُرنا (رو5:5؛ 2كو14:5)، وقد انسكبت في قلوبنا بالرُوح القُدس المُعطى لنا، متذكرين قُول الكتاب المُقدس: الذي لم يُشفق علي ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كُل شيء؟ 
 
 (رو32:8-39؛ يع17:1)..
 لأن كُل عطية صالحة وكُل مُوهبة تامة هي من فُوق، نازلة من عند أبى الأنُوار، الذي ليس عنده تغيير، ولا ظل دوران ولنقل بصيحة الانتصار: في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا، لأن مَن سيفصلنا عن محبة المسيح ؟! وأمّا نحنُ الذين من نهار، فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة، وخُوذةً هي رجاء الخلاص (1تى8:5؛ 2تي7:1)..
 
    لأن الله لم يُعطنا رُوح الفشل، بل رُوح القُوة والمحبّة والنصح، وقال أيضاً: وتسربلُوا بالتُواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأمّا المتُواضعُون فيعطيهم نعمة، فتُواضعُوا تحت يد الله القُوية لكي يرفعكم في حينه، مُلقين كُل همّكم عليه، لأنه هُو يعتني بكُم، أنظر (1بط5:5-9).. 
 
عندما نتكلّم عن: المحبّة، نتكلّم عن الله الذي بين محبته لنا، وقد أظهر لنا طريق المجد، حيث التضحية والبذل والعطاء (يو16:3؛ رو8:5)..
حينما خلق الله جذّب الذرات بكلمة من فيه، فالمحبّة عكس الكراهية لأن الكُون يتكُون من ذرات تنجذب بجاذبية نحُو النُواة، والمحبّة جاذبية وهي:  بداية الطريق إلى الرّب يسُوع (يو44:6؛ 6:14)، الذي قال: لا يقدر أحد أن يُقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليُوم الأخير.. 
 
وقد ظهرت المحبّة بُوضُوح على الصليب، ففي الخط الرأسي علاقتك بالله وحفظ وصاياه في اللُوح الأول، وفي الخط الأفقي علاقتك بالناس وتعاملاتك معهُم في اللُوح الثاني، وبذلك تنال الميراث السماوي، فهُناك عكاز يُسندنا ويُشدّدنا ويُخلصنا في غربتنا، وهناك عصا تُؤدبنا وتُورثنا.. 
 
تدريب: ولا تُشاكلُوا هذا الدهر، بل تغيّرُوا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم، لتختبرُوا ما هي إرادة الله الصالحة المُرضية الكاملة (رو2:12)..
 
فالتجديد من الداخل للذهن بتغّير في الفكر بالتُوبة، ليكُن لكم فكر المسيح وأنتُم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكُم به (يو3:15؛ في5:2)، فهل تعطيه قلبك وتحفظ وصاياه، وهُو الذي يقُول: يا ابني أعطيني قلبك ولتلاحظ عيناك طُرقي، هل تُخبأ كلامه في قلبك حتى لا تُخطيء إليه ؟! 
 
وهنا يحدث الاختبار والإيمان الحقيقي في القلب، لأن الله خبرة وليس فكرة وتطهير القلب والضمير، بالإقبال والمجيء للرّب يسُوع، وممارسة وسائط النعمة داخل الكنيسة، فرحت بالقائلين إلى بيت الرّب نذهب..
 
وعندما تُنظف الداخل بتجديد الذهن بالتُوبة، وتغيّر العقل بالرّب يسُوع يحدث بالتالي تغيّر من الخارج في الشكل بالسلوكيات، ويتم الإصلاح بتغيّر في أسلوب الحياة، لذلك نقُول: البسُوا الرّب يسُوع المسيح، ولا تصنعُوا تدبيراً للجسد لأجل الشّهُوات، فاستيقظ أيها النائم وقُم من الأمُوات فيُضيء لك المسيح، مُفتدين الوقت لأن الأيام شرّيرة، قد تناهى اللّيل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النُور..
 
 فالبسُوا سلاح الله الكامل لكي تقدرُوا أن تثبُتوا ضدّ مكايد إبليس، أنظر الكتاب (رو12:13-14؛ أف14:5)، وبهذا تختبر بحقّ إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، وتقيس تصرفاتك بتصرفات الله وتقول:
 
 ما الذي كان يفعله الرّب يسُوع لو كان في مكاني؟!
وإنما نهاية كُل شيءٍ قد اقتربت، فتعقّلوا واصحُوا للصّلوات، ولكن قبل كُل شيءٍ، لتكن محبّتكُم بعضكم لبعضٍ شديدة، لأن المحبة تستُر كثرة من الخطايا، (1بط7:4-11)، لكي يتمجد الله في كُل شيءٍ بيسُوع المسيح فقبولك للكلمة في الكتاب المُقدس، عرفت الحقّ الفكري الذي يُضيء ذهنك وقبولك لسرّ الأفخارستيا عرفت الحقّ الذي يُشبع قلبك ويفتح عينك على الله وقبولك للمسيح عرفت الحقّ الذي يجعل الرُوح القُدس يسكن فيك بغنى وقوة ويشتعل بداخلك، وهذا الحقّ على أساس سرّ التقوى، فما هُو؟
 
وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى: الله ظهر في الجسد، تبرّر في الروح تراءى لملائكةٍ، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد.. لتكُن أحقاؤكُم مُمنطقةً وسُرُجكُم مُوقدةً، (لو35:12-40)..