محرر الأقباط متحدون
 في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الكنيسة الأرمنية الرسولية، أصدرت الأرمن الأرثوذكس '>بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس بيانًا رسميًا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لاقتحام مقر الكرسي الأم في إتشميادزين من قبل عناصر الأمن الوطني في أرمينيا، مؤكدة دعمها الكامل لصاحب القداسة كاتوليكوس الأرمن، ومُحذرة من خطر الانقسام داخل الكنيسة والشعب الأرمني.

 وجاء في بيان البطريركية الذي وقعه غبطة البطريرك نورهان مانوجيان، رئيس أساقفة القدس للأرمن، ما يلي:
 «خَرجت الأرمن الأرثوذكس '>بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس ببيان رسمي، حيث أدان البطريرك ت. نورهان رئيس الأساقفة مانوقيان الهجوم على الكرسي الأم ودعم الكاتوليكوس الأعلى.

"خلال ألمٍ عميق وقلق بالغ، تلقينا نبأ اقتحام عناصر من جهاز الأمن الوطني لجمهورية أرمينيا لمقر الكرسي الأم في إتشميادزين، ثم إلى مقر الكاتوليكوس، وما تبعه من تطورات خلقت وضعًا مأساويًا للغاية. لم نكن نعتقد أن الأمور قد تصل إلى هذا الحد، لكن الواقع بدا وكأنه انفجر فجأة بقوة شديدة تُشبه قنبلة.

لقد بلغ الوضع حالة لا تُطاق. ومع ذلك، فإننا نناشد الجميع بوقف التصعيد فورًا من كلا الطرفين، والعودة إلى النقطة التي بلغتنا إليها التطورات الأخيرة. يجب أن نتوقف بهدوء وسلام، من دون خلق توتر إضافي، وبروح من الاتزان والتعقل، لأن الاستمرار في هذا النهج سيقودنا إلى الهاوية. ومن هنا، يجب الحفاظ على الأمة والكنيسة على حد سواء، لتجنب المزيد من الكوارث والانقسامات داخل الكنيسة والشعب الأرمني.

إن الكرسي الأم في إتشميادزين ليس مجرد مركز ديني، بل هو معبد مقدس وملاذ روحي، "صورة الله غير المنظور" كما قال نرگاتسي. لقد شكّل عبر القرون رمزًا للدولة الأرمنية حتى في غياب كيان سياسي، ومن دون جيش أو شرطة، كان ملكًا أخلاقيًا على الأرواح المضطهدة والمقهورة، جامعًا في ظلّه أجيال الأرمن الذين سلبهم القدر مصيرهم. إنه ليس فقط مقرًا كنسيًّا، بل هو الوطن الروحي للأرمني.

باسم أخوية القديس يعقوب، ندين بأشد العبارات هذه المظاهر والتصرفات المخزية والمسيئة التي استهدفت في الأيام الأخيرة الكرسي الأم واحد أهم الأماكن المقدسة للأرمن. ونحن على يقين أن الكرسي الأم سيواصل أداء رسالته وفقًا للقوانين الرهبانية والكنسية، في ظل احترام قوانين جمهورية أرمينيا، كما نأمل أن تُجدد السلطات الأرمينية احترامها المتبادل تجاه الكرسي الأم وراعيه الأعلى.

ونُعرب عن تضامننا مع قداسة كاتوليكوس جميع الأرمن، طالبين من العليّ معونته، ومُتمنين لوالد الأرمن عمرًا مديدًا".»