رشدى عوض دميان
لما كان من عادة المسؤولين في 
مصر أن يخرج أحدهم بقرار مفاده 
 إطلاق اسم شخصية معينة على شارع
أو مدرسة أو مدينة، تكريماً لما قدمته 
 من عمل أو إنجاز أو خدمات إنسانية أو 
  اجتماعية او ثقافية أو علمية؟!
 
على ذلك، وبينما مشاعري لا تزال
   مضطربة وحزينة بسبب المأساة التي
   حدثت لفتيات في عمر الزهور، والتي
   قضت على أحلامهن في حياة أفضل،
          تذكرت عندما تسارع السلطات 
   المعنية بتقديم المساعدات إلى أهالي 
   الموتى والمصابين في مثل هذه الحالات،
   وهذه المساعدات غالباً ما تكون في 
   شكل مساعدات عينية أو مالية أو طبية،
   وأحياناً تكون بإطلاق اسم الذي تضرر 
   بسبب الحادث، على شارع من شوارع
   المدينة التي كان يعيش فيها؟!
 
 تذكرت مأساة أولئك الذين راحوا
   ضحية حادث بشع تعددت أسبابه،
   وتذكرت دوافعهم التي كانت وراء قبولهم 
   العمل الشاق في مزارع العنب مقابل 
   بضعة جنيهات في اليوم، وكيف كانت 
   نهايتهم المأساوية، 
  وقارنت بين ما قدموه
   من معانٍ إنسانية نبيلة من أجل السعي
   لتحقيق أحلامهم في حياة أفضل، بدون
   أن يكلفوا الدولة أية أعباء مادية ومعنوية ،                        وبين ما قدمه "صلاح سالم" 
   أيضاً من أجل المعاني الإنسانية في مصر،
   ووجدت أنه لا يوجد أي وجه للمقارنة؟!
 
"بنات العنب" (*) رموز لمعاني 
   الكرامة والتضحية والعطاء في سبيل 
   تحقيق حلم من أحلام الحياة.
 و"صلاح سالم" ليس هو فقط أحد رموز 
   النفاق والمداهنة والرياء، بل أيضاً الجهل 
   والحماقة والتفاهة والإسفاف؟!
 
 فلتُكْتَبُ أسمائهن بحروف من نور 
 في ذاكرة الأمة المصرية، ولأن أعدادهم
 كبيرة لا يسعها اسم شارع واحد في قريتهم    الصغيرة في محافظة المنوفية،لذلك
أطالب المسؤولين بإطلاق هذا المُسَمّى 
"بنات العنب" تقديراً واعترافاً بل وتخليداً
 على تمام اليقين أن الملايين من الشعب 
   المصري لا تعرف من يكون؟؟!!
 
ولأن الشيء بالشيء يُذْكَر، تذكرت أنني كنت قد سألت سائق سيارة أجرة ما إذا كان يعرف من هو "صلاح سالم"؟!
  فكان أن أجابني قائلاً: 
"هو في حد يا سعادة البيه ما يعرفش 
مين صلاح سالم لعيب الكورة المشهور 
في نادي الإتحاد."؟!
أجبته في سري: 
  نعم يا سيدي، هو لاعب كبير ومشهور 
   بس مش في لعبة الكورة، 
ولكن في لعبة تزوير التاريخ المصري؟!
 
(*) مُسَمَّى "بنات العنب":
استوحيته من صفحة الكاتبة المميزة 
الأستاذة ماجدة سيدهم