حمدى رزق

ثورة (٣٠ يونيو) رسمت مشهد صورة منصة (٣ يوليو)، وتولية حكم مصر لنخبة من رجالها الوطنيين، ولولا (٣٠ يونيو) ما كانت منصة (٣ يوليو)، لذا دأب المرجفون من السياسيين المخاتلين، ونفر من المحللين غير المؤتمنين الذين كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية، ومثلهم المؤلفة قلوبهم من كانوا يحجون إلى مكتب الإرشاد سرا وعلانية، ذهبوا جميعا (بربطة المعلم) فى خطة ممنهجة للخداع السياسى الاستراتيجى تقوم على الفصل بين التاريخين، والصورتين فى عمدية سياسية فاضحة.

توفروا زمنا ليس بالقصير على مخططهم الخبيث لعزل (٣ يوليو) عن نهر (٣٠ يونيو) الشعبى الجارف.

 

يراءون من وراء قلوبهم (٣٠ يونيو) ويعترفون بها على مضض، ويعتبرونها غضبة أو فورة احتجاجية ما تلبث ان تهدا وتعود مصر إلى ( حظيرة المرشد ) ولو بتحسين شروط الاستعباد.

ولكنهم وباصرار ينكرون (٣ يوليو) إنكار المنافقين، وتبعهم ثلة من القومجية الملتاثين، وعاصرى الليمون المخادعين، وخريجى الأكاديميات ومراكز البحوث الأمريكية والأوروبية الذين عادوا للظهور مجددا فى تواطؤ سياسى فاضح مفضوح.

 

وهم يعلمون علم اليقين أن ترجمة (٣٠ يونيو) فى صورة (٣ يوليو)، فإذا ما فصل الأصل (٣٠ يونيو) عن الصورة (٣ يوليو) أصابوا هدف إجهاض (٣٠ يونيو) وهو هدف أنفق عليه الإخوان وتنظيمهم الدولى وإلى الآن إنفاق من لا يخشى الفقر.

 

يحضرنى فى هذا مقولات إخوانية خبيثة من وجوه ملونة زعمت مدنية وخدعت رهطا ليس يسيرا من النخب المدنية، ممن اصطلح على وصفهم بعاصرى الليمون، وآكلى الزيتون، ورسمت حدا فاصلا بين (٣٠ يونيو) باعتبارها، حسب تحليلاتهم ورغم أنوفهم (ثورة)، وبين (٣ يوليو) كترجمة حرفية لشعارات هذه الثورة.

 

لسان حالهم، (٣٠ يونيو) حركة شعبية، ولكن (٣ يوليو) حركة فوقية، وكأنه كان من المفروض الشعب يخرج فى ثورة عارمة على حكم المرشد ويسقط رئيس الإخوان ويهدى ثورته إلى عاصرى الليمون ليشربوا بثمنها لبنا دافئا قبل النوم فى سرير المرشد مجددا.

 

التاريخ سيحاسبهم، برزوا خائنين لثورة (٢٥ يناير) بزواج فاسد عقد فى فندق «فيرمونت» وأشهروه على العالم فى مؤتمر صحفى حزين، كان مشهدا كئيبا لنخبة خانت ثورتها وعادت لتلوم الشعب على ثورته التى أفسدت عليهم مذاق كرم الإخوان المسكر.

 

رغم أنف المرجفين تاريخيا وسياسيا (٣ يوليو) ترجمة أمينة لثورة (٣٠ يونيو)، ومن صعد المنصة يومها كان الشعب المصرى ممثلا فى وجوهه الوطنية، مفوضا قواته المسلحة فى إعمار البيت الذى خربه الإخوان.

 

وسجل الشعب حضوره فى سفرائه إلى هذه المنصة العالية التى ارتقاها قادة القوات المسلحة، ورجال القضاء، والأزهر، والكنيسة، والوجوه المدنية والحزبية، الشعب المصرى يحسن اختيار سفرائه.

 

 

وتمخضت المنصة العالية عن بيان (٣ يوليو) الذى جاء صاعقا لكل من سولت له نفسه تغيير هوية هذا الوطن، صادما لكل المخططات الدولية التى بنيت على وهم (الخلافة الإخوانية) فى المنطقة، برزت مصر بأطيافها فوق كل الإثنيات والجهويات، والطوائف، برزت كتلة واحدة موحدة فى وجه العاصفة التى كادت أن تخلع أوتاد الخيمة المصرية الصامدة فى وجه الريح، وبرغم الجو الماطر والإعصار.. (٣ يوليو) سيبقى يا ولدى أحلى الأقدار.

نقلا عن المصرى اليوم