بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
  وعضو إتحاد كتاب مصر 
هو من الجليل. واسم آرامي معناه " توام " ويسمى في اليونانية " ديديموس " أي " التوأم ". كما ذكر القديس يوحنا في إنجيله ( 11 : 16 , 21 : 2 ) ودعاه الرب يسوع فلبى الدعوة وتبعه ورافقه مع باقى التلاميذ , ورأى آياته وإستمع إلى تعاليمه الإلهية. 
 
القديس  توما في العهد الجديد : هو أحد الاثني عشر رسولا، واكثر ما يذكر في إنجيل يوحنا ( يو 11 : 16، 20 : 24، 21 : 2 ). ونقرا عن اختياره ليكون بين الاثني عشر في إنجيل متى ( 10 : 3 )، وإنجيل مرقس ( 3 : 18 )، وإنجيل لوقا ( 6 : 15 )، وأعمال الرسل ( 1 : 13 ). 
     ولما عزم الرب يسوع على الذهاب إلى بيت عنيا ليقيم لعازرأعترضه الرسل بقولهم : " يا معلم الأن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضا إلى هناك" ، أما توما فإلتفت إليهم وقال بلهجة المحب الوفى لنذهب : " نحن أيضا لكي نموت معه " ) (يو11: 8-16) ، وأيضا فيما كان يسوع يتكلم في ليلة العشاء الأخير عن إرتحاله عنهم , فقال له توما : " يا سيد ألسنا نعلم أين تذهب , فكيف نقدر أن نعرف الطريق"، أجابه الرب : " أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتى إلى الأب إلا بى " (يو14: 1-6)  .
 
وقد أشتهر توما بمواقفه من قيامة الرب من بين الأموات فهو القائل إن لم أبصر فى يديه أثر المسامير وأضع يدى في جنبه لا آومن ، ولما تأكد صرخ بيقين : " ربى وإلهى فقال له يسوع لأنك رأيت يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو 20 : 26 - 29)   . 
 
وحين أعلن يسوع قصده في الذهاب إلى بيت عنيا ليشفي لعازر ( يو 11 : 1 ــ 54 ) بالرغم من الخطر التي كان يحدق به من اليهود المعادين، كان توما هو الوحيد الذي قاوم سائر التلاميذ الذين حاولوا أمكن يثنوه عن عزمه، واحتج قائلا : " لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه " ( يوحنا 11 : 16 ). 
وفي ليلة الآلام، سال توما : " يا سيد لسنا نعلم أين نذهب، فكيف نقدر أمكن نعرف الطريق ؟ قال له يسوع : أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد والآشوري إلى الأب آكلتها بي  " ( يو 14 : 5 و 6 ). 
 
ويبدو أمكن توما ــ بعد حادث الصلب ــ قطع علاقته بباقي التلاميذ بعض الوقت، حيث انه لم يكن موجودا معهم حينما ظهر لهم المسيح المقام في أول مرة ( يوحنا 20 : 24 ). ولكن حينما لم تفلح شهادتهم فبالإضافة أقناعة بحقيقة القيامة، وقال لهم : " أمكن لم ابصر في يديه اثر المسامير.. لا أومن " ( 20 : 25)، كان ذلك حافزا له على التواجد معهم بعد ثمانية أهميته في العلية ( 20 : 26 ). وهناك تحقق ما كان يطلبه، واعترف قائلا : " ربي والهي " ( 20 : 28 )، ووبخه يسوع على عدم إيمانه من قبل، قائلا له : " لأنك رأيتني ياتوما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( 20 : 29 ). 
ثم كان توما أحد التلاميذ الذين اظهر لهم يسوع ذاته على بحر طبرية في حادثة صيد السمك الكثير ( يوحنا 21 : 1 ــ 11 ). 
ويذكر توما لأخر مرة في العهد الجديد في سفر الأعمال ( 1 : 13 ) عندما كان التلاميذ يواظبون في العلية على الصلاة بنفس واحدة مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته. 
 
  بشر أولاً فى اليهودية وجال في بلاد ما بين النهرين مبشراً وعرج على بلاد العرب ومن هناك أجتاز البحر الأحمر إلى بلاد الحبشة , وكرز فى بلاد الهند والصين ، وقد قضى الشطر الأكبر من حياته الكرازية في الهند ومازال توما الرسول حتى الأن هو شفيع المسيحيين في الهند  .
وقد أنهى القديس توما حياته بسفك دمه لأجل الرب يسوع ، وإذ هاج عليه بعض كهنة الأوثان في ملابار وسلخوا جلده وهو حى , ثم أخذوا يطعنونه بالرماح حتى مات . ــ 
 
   بالإضافة إلى ذلك توجد كتابات ابوكريفية أخرى تربط ما بين توما والهند فتذكر " أعمال توما " وهي من كتابات الغنوسيين من القرن الثاني، انه حينما قسم العالم بالقرعة إلى مناطق كرازية بين التلاميذ، وقعت الهند " ليهوذا توما " التي يدعى أيضاً " ديديموس "، وتحكى مغامراته في الطريق وتجاربه ونجاح إرساليته، واستشهاده على يدي " مسداي " ملك الهند. كما يحكي كتاب " كرازة القديس توما " مغامرات خالية لتوما في الهند ( ارجع إلى " الابوكريفا " في المجلد الأول من هذه الدائرة ).
 
   ويذكر القديس توما في الكتابات الابوكريفية : يذكر كتاب " الرسل الاثني عشر " أمكن توما كان من سبط اشير. وتدل اقدم الروايات على انه مات ميتة طبيعية كما يقول اكليمندس الإسكندري. وتذكر الكتابات الابوكريفية أمكن توما عمل في حقلين للكرازة : 
 
ــ يقول أوريجانوس أمكن توما كرز في " بارثيا " (Parthia)، بينما تذكر أسطورة سورية انه مات في الرها ( ادسا (Edessa)، كما أمكن أسطورة " ابجر " ملك ادسا تشير إلى العلاقة بين توما وادسا، ولكن يوسابيوس يذكر أمكن " تداوس " هو الذي كرز هناك وليس توما. 
 
كما أمكن الأسطورة الإضافية مثل " يهوذا " و " ديديموس " زادت من اضطراب الكتابات الابوكريفية بالنسبة لتوما، وأدت إلى الخلط بينه وبين يهوذا أخي يعقوب، وبالتالي بينه وبين " تداوس "، وأيضاً يهوذا أخي الرب ( انظر مت 13 : 55 ) لذلك يطلق عليه في " أعمال توما " مرتين " الأحمر التوأم للمسيا ". وهناك أسطورة أخرى تجعل من " ليزيا " (Liysia) اختا توأما لتوما. 
وكان " إنجيل توما " الغنوسي معروفا عند ايريناوس. 
 
 ويروى كتاب " استشهاد القديس توما في الهند " انه في أثناء رحيله إلى مكدونية، حكم عليه بالموت لاتهامه بالسحر. 
 
ويبدو أمكن الرواية الأولى هي أكثرها احتمالا. ولمحاولة التوفيق بين الروايتين، افترضوا أمكن جثمان توما نقل من الهند إلى ادسا ثم نقله الصليبيون إلى " أورنونا " في إيطاليا، ولكنهم بنوا هذا على بيانات تاريخية غير دقيقة. 
 
    كان القديس توما ذا شجاعة لا تقهر وقناعة كاملة خالية من الأنانية. لقد اختلط حبه الصادق ليسوع المعلم، بإيمان مشوش بتعاليم المسيح. عند انطلاق يسوع إلى بيت عنيا، اثبت أمكن وفاءه لسيده اقوي من خوفه من الموت. لقد انتصر إيمان توما في الموقف الذي تطلب تصرفا فوريا، بينما واجه امتحانا عسيرا حين تعارض الإمبراطوريتين مع مبادئ إيمانه. لقد كان يريد أمكن يختبر كل حق بشهادة حواسه، بالإضافة إلى فكره العنيد فيما يؤمن به أو لا يؤمن به، ومن هنا جاءت كل متاعبه الدينية. كان إخلاصه سببا في الوقوف وحيدا منفصلا عن باقي التلاميذ إلى أمكن وصل إلى الاقتناع الشخصي بالنسبة للقيامة. وكان إخلاصه هو الذي جعله ينطق بأعظم واكمل شهادة، وهي    " ربي والهي"