ماهر الجاولي 
تكتسي مصر في هذه الفترة سحابة داكنة من التديّن الشكلي تعمد إلى تغليف السياسات التعليمية والاجتماعية برداءٍ ديني منسوج بأيادي بشرية. 

والظاهر للعيان هو السباق - المعلن وغير المعلن -  لمؤسسات الدولة وهي تتنافس في مضمار “الغيرة على الدين” وكأن ما ينقص المصريين هو  "النجاح في مادة "الدين".

ونحن هنا نتساءل: 
أليست المساجد والكنائس منتشرة في كل زقاق وكل شارع وكل حي وكل مدينة، بل باتت أسفل  بيوتنا وأبواقها تعلو منازلنا؟ 
ألسنا في البلد الذي يحتشد فيه رجال الدين أقباطاً ومسلمين في القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي وما أكثر هؤلاء وأولئك.
فما الداعي إذًا لكل هذه الصحوة  حول مادة “الدين” وكأنها معركة فاصلة في تقرير مصير شعب بأكمله؟

أين هي المعركة أصلاً؟ من الذي أعلن إلغاء الصلاة في المساجد والكنائس للكبار والصغار علي السواء؟ 

أم أن الأمر لا يتعدى كونه استثمارًا سياسيًا في وجدان شعب  أوعزوا إليه - لغرض في نفس يعقوب - أن “الدين في خطر”،
أيها الوزير: التعليم ليس غزوة، والمدرسة ليست مسجدًا أو كنيسة، دعوها تبقى ساحة علم، علم حقيقي وكفي.