ايزيس حبيب
هل كان تعريف التجديف القدس معروف في العهد القديم ؟
لم يذكر في العهد القديم الروح القدس '> التجديف علي الروح القدس بنفس الوضوح الذي جاء به في العهد الجديد، فقد ورد ذكر الروح القدس كقوة إلهية في الانبياء و الملوك. و كان التركيز علي عمله و تحقيق إرادة الله من خلال أشخاص معينة و ليس عمله في حياة المؤمنين .
كما علمنا أن الروح القدس '> التجديف علي الروح القدس هو إنكار الحق و عدم التصديق، فجاء في العهد القديم أحداث تحذر الشعب من عدم تصديق الروح القدس
و كان أول حدث يذكر في العهد القديم ايام موسي النبي عندما صعد موسي علي الجبل ليستلم لوحي الشريعة من الله و رأي الشعب أن موسي قد طالت إقامته علي الجبل حيث أنها كانت المرة الأولي ليبقي علي الجبل أربعين يوماً، فطلب الشعب من هارون أن يصنع لهم إلهاً يتقدم مسيرتهم (خر32:1) ، وهنا يبدأ إنكار عمل الله وسطهم بواسطة موسي الذي كان عليه روح الله الذي أخذ الله منه الروح التي كانت عليه و جعل علي السبعين رجلاُ(عد 24:11).
فجاء عقاب الرب لهم بالوباء حيث أنهم أنكروا أن الله هو الذي أخرجهم من ارض مصر ولم يصدقوا أنه سيتقدمهم في رحلتهم و صنعوا لأنفسهم إلها اخر .
هناك حدث اخر في العهد القديم عاقب الله الشعب حيث أنه لم يصدق روح الله التي في وسطهم و التي كان يتعامل بها معهم عن طريق موسي النبي ، فقد وعد الله شعبه أنه سيعطيهم ارض كنعان،(ارض كنعان التي انا واهبها لبني إسرائيل عد1:13)و لكن رجع العشرة جواسيس الذين ارسلهم موسي ليتجسسوا الأرض بأخبار سيئة و أثاروا الشعب بما روجوه وهنا ايضا أنكروا عمل الله وسطهم رغم ما رآوه من عمل الله وسطهم و كل العجائب التي صنعها لهم في البرية.
أتي عقاب الله لهم علي إنكار وجوده معهم و عمله في وسطهم فقد آماتهم الرب بالوباء أيضا عقاباً لهم و آتاههم في البرية لمدة أربعين سنة الي أن مات كل تلك الجماعة الشريرة المتآمرة علي روح الرب لان مافعلوه إنكار صدق كلمة الله روح الحق فقد كانت الأرض هي هبة من الله لهم وليس بقوة منهم أو عدد.
التجديف علي الروح القدس في ذلك الزمان الذي نعيش فيه لايوجد بتلك الصورة الواضحة لان المؤمن وإن جاء وقت و أنكر الايمان لن تفارقه روح الله الا لو مات بخطيته ولكن في حال رجوعه الي الايمان تغفر له خطيته ، الخطية التي لا تغفر اليوم هي حالة عدم الإيمان المستمر، فالروح القدس حاليا يبكت العالم غير المخلص علي خطية و علي بر و علي دينونة (يو8:16) و تعتبر مقاومة هذا التبكيت و الاصرار علي عدم التوبة هو تجديف علي الروح القدس.
لا عذر في هذا الزمن أو الزمن الآتي للشخص الذي يرفض تحريك الروح القدس له للإيمان.