د. أمير فهمى زخارى
فى هذا المقال ردود على تعليقات الاصدقاء بخصوص ما اثير فى الجزء الاول من مقالى " لماذا عاش يسوع ٣٣ سنة فقط"
+ عمر السيده مريم العذراء عندما أخذها يوسف النجار:
لقد كانت القديسة العذراء مريم لا تقل بأي حال من الاحوال عن (17) سنة عندما عقد يوسف النجار زواجه عليها و هي كالتالي:
- ثلاث سنوات في بيت ابيها حتى فطمت من لبن امها
- اثنا عشرة سنة تخدم في الهيكل كونها نذيرة للرب
- سنتان مخطوبة للقديس يوسف النجار
الاجمالي: 3 + 12 + 2 = 17 سنة
خلاصة القول ان القديسة العذراء مريم كلية الطهر كانت امراة تامة البلوغ عندما عقد القديس يوسف النجار زواجه معها.
الادلـــة:
(1) ثلاث سنوات حتى فطامها
- المصادر الكتابية:
لقد كانت مدة الرضاعة عند اليهود تتراوح من سنتين الى ثلاث سنوات و لها عدة شواهد منها شاهد وارد في سفر المكابيين الثاني
يرضع الطفل في الطقس اليهودي ثلاث سنين
ثم انحنت اليه واستهزات بالملك العنيف وقالت بلغة ابائها يا بني ارحمني انا التي حملتك في جوفها تسعة اشهر وارضعتك ثلاث سنين وعالتك وبلغتك الى هذه السن وربيتك 2مكابيين 7: 27.
- الكتب الكنسية:
ورد في كتاب السنكسار التابع للكنيسة القبطية ان القديسة مريم العذراء قد مكثت في بيت ابيها ثلاثة سنوات قبل انتقالها الي الهيكل للخدمة هناك حيث تذكار تقديم القديسة مريم للهيكل و هي ابنة ثلاث سنوات في يوم 3 كيهك
تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم 3 كــيهك
في مثل هذا اليوم تذكار دخول السيدة البتول والدة الإله القديسة مريم إلى الهيكل ، وهي ابنة ثلاث سنين ، لأنها كانت نذرا لله
(2) اثنا عشر سنة في الهيكل
+ الكتب الكنسية:
- سنكسار الكنيسة القبطية
صعود جسد القديسة مريم العذراء 16 مســرى
وتمت بذلك نبوة داود القائلة : " قامت الملكة عن يمين الملك " وكانت سنو حياتها علي الأرض ستين سنة . جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار . وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي ، كوصية الرب القـائل له : " هذا ابنك " وليوحنا : " هذه أمك " شفاعتها تكون معنا . آمين
تذكار تقديم القديسة العذراء مريم الى الهيكل بأورشليم 3 كــيهك
فاستجاب الرب لها ورزقها هذا القديسة الطاهرة فأسمتها مريم ، ولما رزقت بها ربتها ثلاث سنوات ثم مضت بها إلى الهيكل مع العذارى ، حيث أقامت اثنتي عشرة سنة
- سنكسار كنيسة الروم الارثودوكس
تقدمة عيد بشارة سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة الدائمة البتولية مريم
أُدخلت مريم إلى الهيكل وهي في الثالثة من عمرها نذيرة للرب. وعاشت فيه إثنتي عشرة سنة وهي تخدمه، وعندما حان وقت مغادرتها الهيكل وجد الكهنة احد أقاربها وكان رجلاً تقياً ومتقدماً في السن إسمه يوسف من سبط داود الملك كان يعمل نجاراً فخطب مريم وجاء بها إلى قرية نائية اسمها الناصرة في الجليل.
(3) سنتين مخطوبة للقديس يوسف النجار
+ المصادر غير الكتابية (الابوكريفية)
كتاب تاريخ يوسف النجار
أمّي، مريم المباركة، إئتمنتَ إليه مِن قِبل الكهنةِ، بأنّه يَجِبُ أَنْ يحفظها حتى وقتِ زواجِها. قضت سنتان في بيتِه؛ وفي السَنَةِ الثالثةِ مِنْ إقامتِها مَع يوسف، في السَنَةِ الخامسة عشرةِ مِنْ عُمرِها، ولدتني بمعجزة
هناك أمور ثلاثة مهمة جدا بخصوص زواج العذراء :-
أولا : مريم العذراء كانت بالغة حينما خطبت
ثانيا : مريم العذراء لم يمسها زوجها إطلاقا و هذا لتعفف الطرفين مع شرعية هذا لأنهما متزوجين
ثالثا : هدف الزواج ليس متعة بل بسبب منع الشريعة بقاء بنت وصلت لسن البلوغ في الهيكل بسبب نجاسة حيضها
رابعا : نحن لا نهتم لعمر يوسف النجار لأنه لا فرق عندنا فهو لم يدخل بها أو يمسها بل كان كأب لها لا أكثر ...
خامسا : لو العذراء لم تكن مخطوبة ليوسف لقتلت رجما بالحجارة لأن اليهود عندما يرونها حاملا سيعتبرونها زانية ( حاشا) إن لم تكن متزوجة و الشريعة الموسوية تأمر برجم الزانية ... فهنا تظهر الحكمة من خطبة العذراء ليوسف
سادسا: اليهود أعتقدوا أن يسوع جاء من يوسف ... وحتى انهم كان يدعون يسوع إبن يوسف و أنهم يعرفون أبيه و أمه
لاحظ معي هذه الآيات المقدسة التالية :-
- يوحنا الأصحاح 6 العدد 42 وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»
- لوقا الأصحاح 3 العدد 23 : وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
- لوقا الأصحاح 4 العدد 22 : وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»
سابعا: خطوبه السيده مريم من يوسف النجار كان بمثابه كتب كتاب عند المسلمين ... بمعنى تصبح زوجه له دون الدخول معه فى علاقه جسديه.
لذلك اليهود أعتبروا مريم العذراء متزوجة كأي زوجة أخرى و أنجبت يسوع المسيح من زوجها يوسف النجار
رد على سؤال :
لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
- لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟
الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب:
1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم:
(تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكون العذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم
3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.
وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟
للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملت المخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية:
(تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة.
ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث،
وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين
1- المعنى الأول صريح:
أن الحمل تم قبل ذهاب مريم لتسكن فى بيت يوسف.
2- المعنى الثانى ضمنى:
عدم وجود علاقة زوجية بينهما.
وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار:
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس).
هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته".
ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
اتمنى الاستفاده من ردودى على بعض تعليقات الاصدقاء عن موضوع مقالى "لماذا عاش يسوع ٣٣ سنة فقط"