نادر شكري
في اعتداء جديد على حرمة المقدسات وانتهاك صارخ للقيم الدينية والإنسانية، أقدمت مجموعة مسلّحة تنتمي إلى فصائل إرهابية على اقتحام قرية الصورى الكبرى بريف محافظة السويداء جنوبي سوريا، حيث قامت بتخريب وحرق كنيسة مار ميخائيل التاريخية، إحدى أقدم المعالم الروحية في المنطقة، قبل أن تنهب محتوياتها وتلوذ بالفرار.

وبحسب شهادات أهالي القرية، وقع الهجوم في ساعات الليل، مستغلين غياب المدنيين بعد تصاعد التوترات الأمنية. وأسفر الاعتداء عن تدمير شامل لمذبح الكنيسة والأيقونات، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية الداخلية، إلى جانب سرقة الأواني المقدسة والمقتنيات الطقسية.

ويأتي هذا العمل الإجرامي في سياق سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تطال دور العبادة والمراكز المسيحية في سوريا، ما يُنذر بتداعيات خطيرة على مستقبل الحضور المسيحي في الريف الجنوبي للبلاد، ويستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات الرسمية والروحية المعنية.

وقد عبّرت شخصيات كنسية عن بالغ الحزن والاستنكار لهذه الجريمة، مؤكدين أن الاعتداء على الكنائس هو اعتداء على القيم الروحية والإنسانية المشتركة، ومطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في حماية دور العبادة والمدنيين، والتصدّي لانتهاكات الجماعات المسلحة التي تنشر الخوف والدمار في المجتمعات الآمنة.