ياسر أيوب
لا تتشابه كل كلمات لا وكل كلمات نعم.. فهناك من يقول لا رفضًا لوضع خاطئ أو احتجاجًا على مظالم أو خوفًا من كارثة.. وهناك أيضًا من يقول لا بحثًا عن مصالح خاصة أو مجرد رغبة فى الاختلاف.. وهناك من يقول نعم اقتناعًا حقيقيًا وصادقًا أو خوفًا أو طمعًا فى أى مكاسب.. وكثيرًا ما قال ألكساندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، لا لإنفانتينو، دفاعًا عن حقوق ورفضًا لأوضاع خاطئة.. وقال لا فى أحيان أخرى فقط لحماية مصالح الكرة الأوروبية حتى على حساب اللعبة فى بقية العالم.. فقد قال تشيفرين لا حين أراد إنفانتينو إقامة بطولة سوبر أوروبا التى لن تشارك فيها إلا الأندية الكبرى والغنية، اقتناعًا بأن كرة القدم ملك للجميع أغنياء وفقراء وكبارًا وصغارًا.
وقال لا حين أراد إنفانتينو إقامة كأس العالم للمنتخبات كل عامين بدلا من أربعة، حفاظًا على استقرار المسابقات المحلية فى مختلف بلدان العالم.. وقال لا حين قام إنفانتينو بتعيين فاطمة سامورا مشرفة وقائدة للكرة الإفريقية، لأنه رأى ذلك إهانة واضحة، وانتقاصًا من سيادة وكرامة رئيس ومجلس إدارة اتحاد قارى.. وقال لا وانسحب مع الأوروبيين من كونجرس الفيفا الخامس والسبعين فى باراجواى احتجاجًا على عدم التزام إنفانتينو بالمواعيد ورفض العودة، رغم اعتذار إنفانتينو.. وقال لا رفضًا لما يقوم به إنفانتينو فى الولايات المتحدة إرضاء للرئيس ترامب أو خوفًا منه، واعتبر ذلك تخريبًا وتشويهًا لمؤسسة كروية عالمية تخطت من العمر ١٢٠ سنة.. ومن الواضح أن كل هذه اللاءات كانت لمصلحة عامة، بعكس لا التى قالها تشيفرين لإقامة بطولة كأس العالم للأندية.
فلم يعد سرًا أن تشيفرين رفض هذه البطولة ليبقى دورى الأبطال الأوروبى هو بطولة الأندية الأقوى والأكبر والأشهر والأغنى، رغم أنها بطولة لأوروبا وحدها وليست للعالم كله.. وكان هذا الرفض هو السبب الأول لأن يصبح تشيفرين هو رئيس الاتحاد القارى الوحيد الذى رفض السفر للولايات المتحدة للفرجة على المونديال.. وحين تساءلت الصحافة عن السبب قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبى إنه نتيجة انشغال تشيفرين بمتابعة بطولة أمم أوروبا النسائية.. ولم تقتنع الصحافة لأن المونديال بدأ قبل البطولة الأوروبية بأسبوعين.. والأهم أن تشيفرين لم يحضر سوى مباراة واحدة من أول ٢٢ مباراة فى بطولة الأمم المقامة فى سويسرا، حيث مقر الاتحاد الأوروبى.. ومن ناحيته حاول إنفانتينو إرضاء الأوروبيين بإعلان رغبته فى زيادة عدد أندية أوروبا فى مونديال الأندية حتى لا تغيب أندية أوروبية كبرى.. وأغلب الظن أن تشيفرين لن ينجح فى إلغاء مونديال الأندية.. ولن ينجح إنفانتينو فى تهميش دوى أبطال أوروبا.
نقلا عن المصري اليوم