محرر الأقباط متحدون
في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون الإيطالي أكد الكاردينال بارولين انتظار الكرسي الرسولي النتائج الفعلية للتحقيقات التي تعد بها إسرائيل حول الهجوم على الكنيسة في غزة، كما وتساءل كيف يمكن تدمير وإجاعة شعب مثلما يحدث مع سكان غزة في هذه الحرب التي لا تعرف حدودا؟
أجرت القناة الثانية في التلفزيون الإيطالي "راي" مساء الجمعة ١٨ تموز يوليو مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وذلك عقب صدور بيان دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي حول تلقي قداسة البابا مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان السؤال الأول حول تقييم أمين السر لهذه المكالمة، وقال الكاردينال بارولين إنه يرى أنه كان من المناسب ولم يكن ممكنا ألا يتم تعريف البابا بشكل مباشر بما حدث، وذلك في إشارة إلى الهجوم على رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، وهو ما وصفه أمين السر بحدث خطير جدا. وواصل أنه يعتبر هذه المكالمة إيجابية وأيضا رغبة رئيس الوزراء في التحدث بشكل مباشر مع الأب الأقدس، إلا أن الكاردينال يرى أن هناك ثلاثة أشياء تُنتظر من هذه المكالمة أو بعدها حسبما ذكر. وتحدث بالتالي أولا وفي المقام الأول عن ضرورة التعريف بالنتائج الحقيقية للتحقيق الذي وعدت إسرائيل بالقيام به، حيث كانت التصريحات الأولى تتحدث عن خطأ وتم تأكيد النية في إجراء تحقيقات حول ما حدث. فليتم بالفعل إجراء هذه التحقيقات بكل جدية، قال الكاردينال بارولين، وليتم التعريف بنتائجها. وشدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان مواصلا حديثه على أنه من الضروري وبعد هذه الكلمات الكثيرة فسح المجال للأفعال. وتابع أنه يرجو أن يتحقق ما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي في أسرع وقت ممكن وذلك لأن الأوضاع في غزة غير محتملة.
وفي حديثه عن هذه الأوضاع وعن هذه الحرب التي لا تعرف حدودا تساءل الكاردينال بييترو بارولين كيف يمكن تدمير وإجاعة شعب مثلما يحث لسكان غزة، وأضاف أنه قد تم بالفعل تجاوز حدود كثيرة. وأراد التذكير في هذا السياق بتشديد دبلوماسية الكرسي الرسولي منذ البداية على تناسب ردود الأفعال. ويسير الهجوم على الكنيسة في غزة في هذا الاتجاه أي المبالغة وتجاوز الحدود، كما ويشكل تطورا مأساويا. وتحدث الكاردينال هنا مجدَّدا عن منح الوقت الضروري لإطلاعنا على ما حدث بالفعل، أي إن كان ما حدث بالفعل نتيجة خطأ، وهو أمر من المشروع الشك في صحته، أم أنه كان هناك تعمد لضرب كنيسة مسيحية بشكل مباشر مع إدراك أن المسيحيين هم عنصر اعتدال داخل إطار الشرق الأوسط وأيضا فيما يتعلق بالعلاقات بين الفلسطينيين واليهود. وفي هذه الحالة فستكون هذه مرة أخرى رغبة في إزالة أي عنصر يمكنه المساعدة في التوصل إلى هدنة على الأقل ثم إلى سلام.
وفي إجابته على سؤال حول ما يمكن أن يقوم به الكرسي الرسولي في مجال الوساطة الدبلوماسية أكد الكاردينال بارولين الانفتاح على هذا الأمر بل وقد كان الكرسي الرسولي مَن اقترح هذا في منسابات كثيرة. إلا أنه يرى صعوبة القيام بالمزيد من الخطوات وذلك لأن كلمة الوساطة تصبح صحيحة بالمعنى الفني لها فقط في حال قبول الطرفين لها، أي أنه من الضروري أن تتوفر رغبة الطرفين في قبول وساطة الكرسي الرسولي. وأضاف أن الكرسي ارسولي سيواصل السير في هذا الاتجاه بإصرار ولكن يجب أن تكون هناك رغبة سياسية في إنهاء الحرب والوعي بأن ثمن الحرب هو رهيب للجميع بكل المعاني.
ولا ترون إذن هذه الرغبة، سُئل أمين السر في ختام المقابلة وقال مجيبا على الصحفي: مع الأسف.. لا أريد أن أكون سلبيا. لقد استرجعتَ كلمات نتنياهو أن الهدنة ستكون قريبة، أريد أن أصدقه.