(د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك)
في يوم من الأيّام، اجتمع مغرورٌ وحاقدٌ وقاتلٌ،
واتّفقوا معًا على أنْ يصف كلّ واحد منهم ماهيّته وشخصيّته،
وأنْ يبدأ وصفه بكلمة "مسكين".
فرفع المغرورُ المتكبّر رأسه قائلًا:
مسكينٌ ذاك الدِّيك الذي يظنّ أن الشمس تشرق بفضل صياحه وموسيقته.
وقال الحاقدُ الحاسد:
مسكينٌ ذاك المرء الذي ينشغل بمحاولة هدم منازل الآخرين العالية، حتّى لا تعلو على منزله المنخفض،
بدلًا من الاجتهاد في تشييد منزله والصعود به نحو الأعالي.
ويخيّل له أنّه بالنميمة والثرثرة في الخفاء يتفوّق على شخصيّة الآخرين، وينال من نجاحهم.
وأَرْدَفَ القاتلُ الغادر:
مسكينٌ مَن لم يتعلّم بعدُ الدرسَ من قَايِين قاتل أخيه،
فلقد ماتت هويّته بمجرد موت غيريّة أخيه هَابِيل،
وقد سقطت أُخُوَّته وإنسانيّته سقوطًا ذريعًا حينما غدر بأخيه الموهوبِ غدرًا، وأسقطه أرضًا.