الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
في وطنٍ لم يزل يعيش على أنفاس الطائفية، وحده زياد الرحباني استطاع أن يلتفّ الوطن حوله.

فنّهُ لم يكن طائفيًّا، بل محا الطوائف من خارطة الوجدان.

ضحك معنا على طائفيتنا، وبكينا عليه من دون أن نسأل: "مِن أيّ طائفةٍ هو؟"

رثاه المسلم والمسيحي، المؤمن والملحد، الليبرالي والشيوعي، العاشق والمتمرّد...

كأنّ الشرق الأوسط، ولو للحظة، اختار أن يؤمن بالفنّ لا بالأصنام،

أن يعبد الضحكة لا السيف،

أن يلتفّ حول خشبة مسرح، لا منبر مسجد أو مذبح كنيسة.

ليت الشرق الأوسط يتّحد كما اتّحد في وداع زياد،

ليت الدين يبقى حيث ينبغي له أن يبقى: بين الإنسان وربّه، بين العقل وضميره.

أمّا الخلاص... ففي الفنّ.
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ