الاب جون  جبرائيل الدومنيكانى 
وضع الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، اليوم، لا يُحسد عليه. فهويّتها المزدوجة – كونيّتها الكاثوليكية (الجامعة) وجذورها الشرقيّة – باتت عبئًا بدل أن تكون غِنى. وإن لم تُفلح هذه الكنائس في التوفيق بين انتمائها إلى كنيسة كاثوليكيّة عالميّة ترعرعت في دول تتبنّى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين واقعها المحليّ الذي يغلب عليه الاستبداد وغياب الحريات، فمآلها – لاهوتيًّا ورعويًّا – سيكون قاتمًا.
 
فهي من جهة، مدينة لانتمائها إلى الڤاتيكان بالكثير من الضمانات العقيدية والتنظيمية، لكنها، من جهة أخرى، تابعة لرئاسات كنسية محليّة تتصرّف أحيانًا بعقلية ما قبل الحداثة: تماهٍ كامل مع السلطة السياسيّة، واستدعاء لخطاب الطاعة والخضوع، وتحالف غير معلن مع أنظمة فاقدة للشرعية الشعبية.
 
النتيجة؟ كنيسة بلا نبض نبوويّ، عالقة بين طاعة روما ومهادنة الاستبداد. لا تجرؤ أن تُعارض الظلم السياسي المحلّي، ولا تملك شجاعة التماهي مع نداءات الإصلاح القادمة من الكنيسة الجامعة. بل وتمارس بنفسها القهر مع أعضائها!
 
إذا استمرّ هذا الانفصام، فمصيرها، ببساطة، أن تُختزَل في مؤسسة وظيفيّة تبارك الأنظمة وتُشيّع المؤمنين. أما البشارة، فستُدفن تحت ثقل التناقضات.