كمال زاخر
مع كل خبر عن إحالة شخص للمحاكمة، أمام منصات قضاء وفضاء العالم الافتراضي الشعبوي، وتشويهه ونبذه، واغتياله معنوياً، تحريضاً على تصفيته جسدياً، على ارضية الخلاف الفكري، يتجدد عندي الشعور بالخطر على أصحاب الأقلام الوطنية التنويرية، الذين يصرون على السباحة ضد التيار.
فبينما هم يتحصنون بأقلامهم وأوراقهم المجردة، يُحَمّلونها افكارهم المغموسة بالخوف على الوطن - الناس والكيان - يواجهون لججاً من تيارات تلفها كراهية النور وانغلاق البصيرة، تيارات تشكلها مؤسسات عتيقة وافراد أسرى اوهام التفرد بامتلاك الحقيقة المطلقة والوصاية عليها، بتكليف دونه الموت، يترجمونه في تعقب وتصفية الأغيار، حتى تتحقق مدينتهم الفاضلة المتوهمة.
أزمة التنويريين أنهم يلقون بذار التنوير، بما يطلقونه من ومضات، في أرض مسممة، يعيش غالبية أهلها "مبدأ التقية" ويتحينون لحظة يملكون فيها البوح بحقيقة ما يضمرون، وهو بوح دموي، يزيد من كينونته الكبت الذي تضافر الاقتصاد الخانق مع تشوش العقل مع يقينية امتلاك المطلق مع عدم التحقق الإنساني لهم، في تشكيله.
هل نوجه اصابع الاتهام لمدخلات تشكيل العقل الجمعي، التعليم والإعلام ونوعية خطاب الفنون، المسرح والسنيما والكتاب، ام تذهب اشارات الأصابع إلى الكيانات المذهبية المحاصرة للوجدان الجمعي بعصا العقاب الأخروي وجزرة نعيمه؟!!!.
والأسئلة عن المناخ كثيرة لكن في فمي ماء.






