كمال زاخر
أمة لا تقرأ، وإذا قرأت فتعاويذ تسقط بها في قاع العصور الوسطى، وتغيبها عن واقعها، بأوهام أخروية، منبتة الصلة بمزاعم تقوانا وإيماننا، نقتات على ابداعات قوم ننعتهم بالكفر والهرطقة وسوء المآل.
وكاد سقف قدرة التعبير يلامس الأرض، وتم شيطنة الإبداع فهو محدثة وكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار، واستراح إلى هذا متنفذي الدين والسياسة، وتحالفا في اختطاف الإنسان، وتنميط الناس وقولبتهم، فصار العدد ثقلاً تئن منه ايامنا، رغم كونه واحد من أعمدة التطور والانتاج، ويحسب موارد بشرية انتاجية، خارج محميتنا الطبيعية الممتدة من الخليج إلى المحيط.
جذور التراجع ممتدة حتى سنوات الستينيات وربما قبلها، وأما الصور المبهرة لتلك العقود فهي نتاج ثقافة تشكلت في النصف الأول من القرن العشرين، وما أن داهمتنا سبعينيات ذات القرن حتي ابتلعت كل هذا التحضر، واقتلعت الأخضر واليابس، ليتصحر العقل الجمعي، وتتجهم الوجوه، وتنهار بنية المجتمع المتعدد والمتنوع، ليسيطر عليه الأحادية وتتفكك أوصاله.
لسنا بحاجة إلى ثورة بل إلي استرداد وعينا المصري وبه نعيد التواصل مع حضارتنا ورقينا ونسترد انسانيتنا.





