(إعداد وتعريب: د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك)
[في هذا الحَيّز، أُقدِّم سلسلةً من مقتطفاتٍ مختارةٍ من مؤلَّفات عَالِمِ اللّاهوت "رومَانُو غُوارْدِيني" (1885-1968)، في انتظارٍ لنَشْرِ مؤلَّفاته الّتي ترجمتُها إلى اللّغة العربيّة، ككُتبٍ في المستقبل القريب]
ماهيّةُ المسيحيّةُ
«في نهاية المطاف، ليست المسيحيّةُ نظريّةً حول الحقيقة، ولا تفسيرًا للحياة. إنّها هذا كلُّه أيضًا، ولكن لا يكمن جَوْهَرُها الأساسيّ في هذا. فجَوْهَرُ المسيحيّة يكمن في يَسُوع النّاصريّ، وفي وُجوده الملموس، وعمله، ومصيره –أي في شخصيّةٍ تاريخيّة. وثمَّة أمرٌ مماثلٌ نوعًا ما لهذا الموقف، يشعر به الإنسانُ حينما يحتلّ شخصٌ ما أهمّيّةً جَوْهَريّةً بالنّسبة له. ففي هذه الحالة، ليست "الإنسانيّةُ" أو "ما هو إنسانيٌّ"، ما يَغْدُو ذا أهمّيّةٍ بالنّسبة له، بل هذا الشّخص عَيْنه».