كتبها Oliver
- الروح القدس جعل المعاني العظيمة في التشبيهات البسيطة.نجده حين يتكلم عن المجئ الإلهي و ضرورة إنتظاره بصبر كما ينتظر الفلاح بصبر المطر المبكر و المطر المتأخر. الفلاح لا يملك سلطانا علي المطر.بل فقط بالرجاء ينتظره.هكذا نحن بالرجاء نعيش و بالصبر نثبت في الرجاء.كل عام يمنح الله أمطاره دون أن ينظر إلي إستحقاقنا.
- المطر المبكر قد حدث بالفعل.فهو إنسكاب الرب الروح القدس علي الكنيسة.هو إنسكاب دائم يتم في المعمودية .منذ بدأ حلول الروح القدس يوم الخمسين خُلقت الكنيسة علي الأرض.بدأت الكنيسة تتشكل.تضم أعضاء إلي نفس الجسد الواحد يوماً بعد يوم.لم يكن ممكناً لأى بذرة إيمان أن تنمو و تثمر بدون المطر المبكر أى سكني الروح القدس.وضع المسيح بذرة الإيمان بأنه المسيح إبن الله الحي المخلص .هذا الإيمان محتاج إلي تثبيت و قدرة علي النمو.هذا الثبات و النمو مهمة الروح القدس فينا..لأجل نوال خلاص المسيح فى حياتنا. المطر المبكر لأجل البذار.
- المطر المتأخر هو مجئ ربنا يسوع الثاني.المطر المتأخر لأجل الحصاد و تغذية الثمر.المجئ الثاني لأجل الحصاد أيضاً.يأتي إبن الله و يجمع نفوس أتقياءه معه.هذا المطر المتأخر سيتم حتماً و إن تأخر فهذا لأجل طول أناة الله علينا.
- أيضاً المطر المتأخر هو عمل الثالوث القدوس لأجل كمال المحبة فينا.فلا كمال بدون التدخل الإلهي.هذا الكمال عطية لا تأتي مبكراً بل متأخراً.بعد صراع مع الرياح و الحرارة و الأمطار و الرعود و النور و الظلمة ثم يتبلور بعد هذا كله ثمرة ناضجة حان أوان قطافها.هكذا في الروحيات لا قطاف إلا بعد جهاد طويل و شاق ثم يلبسنا الرب ثوبا من كماله.
- المطر المبكر هو بدايات العشرة مع الله.علاقة بين بذرة ميتة و نبتة واهية في أرض لا تري آخرها.تحتاج طعاماً لا تعرف كيف يأتي و ماءا لا تدرك أين مكامنه.لكنها بذرة تسكن مطمئنة منتظرة غذاءها و شرابها في صمت .لذلك حسن للمبتدئين أن يقتنوا فضيلة الإتكال كبذرة تضع حياتها و مصيرها في يد الله.حتي يتحول الإتكال إلي ثقة لا تتزعزع .
- المطر المتأخر يأتي حين تظهر الثمار في نشأتها.لكي تتغذى و تأخذ حجمها المناسب.إنها رسالة.كما لا تنبت البذرة بدون المطر المبكر كذلك يا من تحسب نفسك مختبراً فإنك لا تنو و لا يكتمل ثمرك إن لم تأخذ من الله المطر المتأخر.
- المطر عطية إلهية تحت سلطانه وحده.يعيش عليها الجميع.يسقط المطر علي القاصى و الداني لكن الفلاح وحده هو الذي يحسب أن المطر عطية إلهية تخصه. في الروحيات تحسب كل وسائط الخلاص كأنها المطر المبكر و المتأخر معاً.المواهب أيضاً كالمطر.نازلة من فوق لكي نستخدمها لخلاص نفوسنا.لا أحد ينجح في الطريق الروحي إن لم يأخذ النعمة و الحكمة من فوق.دائما لتكن أنظارنا إلي فوق و رجاءنا كالفلاح الذى يتوقع بالصبر عناية الله بالبذار التي إختفت تحت التراب.و كما لا تنبت البذار إلا إذا إختفت هكذا لا تنبت فضيلة إلا في الخفاء .تث11: 14 أر5: 24
- كل إنسان روحي لا شغل له إلا الفلاحة الروحية.عمله الدائم محبة المسيح و خدمته.أرضه هي الكنيسة.لكنه يشتاق أن يستصلح الأراضي البور في العالم كله.يطلب الثمر لنفسه و لأخوته الذين يزرعون البذار مثله.الفلاح ينام و يقوم و أرضه هي حياته التي ليس له سواها.نحن روحياً مثله.أرضنا هي الأرض الجديدة في السماء.نضع فيها البذار و نحن علي الأرض.نضع كنوزنا و عطايانا هناك بغير تقصير.نضع أشواقنا في يد الرب القدير.نضع قلوبنا.هذه فلاحتنا .نستخدم إنجيل المسيح يتغذى عليه القلب .التوبة أداة تنقية الأرض من الأجسام الغريبة.الصلاة هي سماد يعوض عن ضعف الإرادة .السهر الروحي يحمي
الفكر من الثعالب الصغيرة التي لا تتجرأ علي الكروم إلا إذا نام الراعي و أهمل القطيع.الفلاح لا يبالي إذا إتسخت يداه أو ملابسه أو وجهه من طين الأرض.يظل يعمل و هو متسخ و يحسب عمله نقياً كالبللور.هكذا فإن خطايانا لا تعوقنا عن النمو إن ثابرنا و داومنا علي الجهاد الروحي.سنعود إلي البيت و نغتسل.
- من ليس له المطر المبكر ( سكني الروح القدس) فليس له المطر المتأخر ( نصيب في مجئ إبن الله).المطر المبكر للجميع لكل أنواع البذار أما المطر المتأخر فهو لمن اعتني بإيمانه و بدأ يثمر هذا الذى يفرح وقت الحصاد .و رغم فمن أجل صلاح السيد الرب فإنه مستعد أن يعوض من فاته المطر المبكر بالمطر المتأخر و لا يحرمه من الخلاص.فهو
الرب واهب البذرة و صانع الثمرة و مانح نعمة الفلاحة الروحية لكل من يطلب .هو الساهر علينا حتى يكمل خلاصنا.