محرر الافباط متحدون
قال الكاتب والباحث أكرم الفي إن قراءة حرب أكتوبر من منظور ديموجرافي تكشف أبعادًا غير مطروقة عن التوازن السكاني والعسكري بين مصر والدولة العبرية عام 1973. ففي ذلك العام، بلغ عدد سكان مصر نحو 37.1 مليون نسمة، بينهم قرابة 5.9 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا، أي ما يعادل 3 ملايين شاب في سن القتال، وهو ما انعكس على حجم القوات المسلحة التي ضمت أكثر من 750 ألف بطل بين مجند وإداري وفني، بحسب ما ورد في مذكرات الفريق محمد فوزي.
 
وأوضح الفي أن نسبة الشهداء في صفوف قواتنا المسلحة مثلت نحو 0.02% من سكان مصر، وهو ما يعكس كفاءة التخطيط ودقة إدارة المعارك التي أدت لتحقيق النصر بأقل خسائر بشرية ممكنة قياسًا بحجم الجبهة وعدد المشاركين.
 
وفي المقابل، أشار إلى أن عدد سكان الدولة العبرية في 1973 كان لا يتجاوز 3.3 مليون نسمة، من بينهم نحو 600 ألف في سن 20 إلى 29 عامًا. وبسبب الطبيعة العسكرية للمجتمع الإسرائيلي، فقد بلغ عدد الجنود ما يقارب 450 ألف جندي ما بين نظاميين واحتياط، أي كل من هم في سن القتال تقريبًا من غير العرب.
 
وبيّن الفي أن نسبة قتلى الجيش الإسرائيلي بلغت نحو 0.9% من إجمالي السكان، ومع استبعاد العرب الذين لا يشاركون في الخدمة العسكرية، ترتفع النسبة إلى 1.2% من عدد السكان، ما يعكس حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي قياسًا بالبنية السكانية المحدودة للدولة العبرية.
 
واختتم الفي تصريحه بالتأكيد على أن الأرقام الديموجرافية تمثل بعدًا مهمًا لفهم الملحمة العسكرية المصرية في أكتوبر، حيث لعب العامل السكاني دورًا جوهريًا في القدرة على التعبئة والصمود وتحقيق التفوق على جيش أصغر حجمًا لكنه مدعوم غربيًا.