بقلم: أدولف موسى

تعالوا بنا ان نحاول فهم معنى الابداع.
نجد ان الابداع له معنى واحد و هو الاتيان بالجديد.
السؤال الاهم: هل الانسان المصرى له قدرة الابداع اى الاتيان بالجديد؟
لا شك نعم و كل شعب لديه فى مواطنيه من له قدرة الاتيان بالجديد اى الابداع
و لكن لماذا لا يصل فى مصر الا قلة قليله لهذا المجال؟
 
تعالوا بنا نفهم فى الاول كيفية وصول الانسان المصرى الى المجال الذى يوأهله للدخول للحياة العمليه و يفتح له مجال الابداع. هذا لا يأتى الا عن طريق معطيات و عوامل مهمه و مفروضه. اهم ما فيها هى اختيار المجال العلمى او الفكرى فى اى جامعه او كليه التى تتماشى مع قدراته و مع امكانيته الفكريه و العقليه. فمثلاً نجد من يميل الى المجال الهندسى فى الاختراع او فى مجالات اخرى مثل الطب، السياسه و حتى الاقتصاد فى الابداع!
و لكن كيف يصل الشاب المصرى للحصول على الفرصه ليطرق هذا المجال الذى يتناسب مع قدراته و ميوله العلميه او الفكريه؟
الاجابه يعرفها الجميع، لابد ان يحصل على الثانويه العامه بأعلى مجموع.
و من الغريب ايضاً ان حتى الشاب المصرى نفسه لا يستطيع تحديد ما يميل له علمياً. اذا فرضنا مثلاً ان جميع من نجحوا فى الثانويه العامه حصلوا على 100%. سوف تجد حوالى الجميع يكون لهم هدف واحد و هو دخول كلية الطب او الهندسه حتى ان لم يكن له الكفاءة الذهنيه لهذه المجالات بل يمكنه ان يكون عظيماً فى مجال آخر. ان ما يحدد طريقة اختيار الشاب المصرى للمجال الذى يريده هو فقط رنين اللقب الذى سوف يحمله بعد ذلك، فهو يريد ان يقال له بعد ذلك "يا دكتور او يا باشمهندس".
و لكن ماذا عن قدراته او ميوله؟ 
 
حطم الفكر المصرى كل ما هو له نفع حقيقى للمجتمع ووضع اللقب كمقياس اول و اهم للاحترام. لذا تجد ان مجرد لفظ لقب دكتور لاى شخص يكفى ان يعامل هذا حامل اللقب بكل احترام او تمجيد اكثر ممن هو افيد لهذا المجتمع و لكنه لا يحمل هذا اللقب.
 
دعونا نرجع لنتعرف على كيفية إستطاعة الحصول على هذه الثانويه العامه التى هى المفتاح الاساسى لمستقبل اى شاب؟
ان لم يكن لك قدره على الصم و حفظ ما قاله ابن المقفع و ابو جلمبو او امثلتهم كما انزل عن صدر قلب لن تحصل على المجموع الذى يعطى لك الحق ان تكون مهندس او طبيب. الابداع الوحيد فى امتحان الثانوية العامه هو موضوع الانشاء و هذا ايضاً لابد ان يكون قد حفظه الطالب كما يراه او كما يريده من يصحح ورقة اجابته. فأن حاول الطالب ان يكتب وجة نظره الشخصيه و التى يمكن ان تكون الاصح لن يستطيع استيعابها المصحح الجاهل و لن يعطيه الدرجه التى يستحقها. اذاً الصم الغبى بدون تفكير او الكذب عن طريق دش الفكره التى لا يقبل المصحح الا هى حتى و ان كانت فكرة حمير هو الحل الوحيد للحصول على مجموع يؤهل صاحبه دخول كليه تحتاج الى الابداع!
 
هذا ما نراه الآن فى القياده المصريه. اننى لا ارى الا سيادة الدكتور الذى يتحدث مع سيادة الدكتور فى مجلس اقل ما فيهم دكتور. عندما اسمع ما يقولون هؤلاء عباقرة عصرهم من دكاتره اجده زباله و تخلف فكرى ليس له مثيل!
 
لكن من فعل هذه الجريمه و اعطى هذا الغبى لقب "دكتور"؟
عندما يريد احداً الحصول على الكتوراه فى اى مجال لابد ان يثبت لممتحنيه انه قد آتى بجديد اى انه مبدع. المبدع هو فقط ما وصل الى قسط عظيم من المعرفه فى المجال الذى هو فيه ليخلق فكره جديده.عندما اقول لدكاترتنا هات ما عندك يا دكتور من فكر، لا اجد الا زباله و تخلف فقط لاغير! اين الجديد؟ اين الابداع. اجد الكثير من ابداع هؤلاء ينحصر فقط فى التخلف و الانحطاط فى الفكر الآدمى
 
قيل دائماً: لكى تصلح ما هو قائم مثل تصليح سياره يكفيك الحفظ و الصم و لكن لكى تنتج ما هو جديد اى تخترع هذه السياره لابد ان تتقن فن الابداع. لكن دكاترتنا لا يصلحون لا للتصليح ولا للابداع فمجالهم هو فقط الابداع فى التخريب و اطلاق الفتاوى الهبله.
 
الحل؟ لابد بالاكثر فى سن العاشره من عمر الطفل ان يعرف مجال قدراته حتى يتم انمائها و ليس فقط حشو العقل "على كل لون يا بطسطه". التركيز فى اعداد الشاب المصرى للمستقبل البناء المبدع لا يأتى الا بالتخصص من البدايه و احترام اى مجال انتاجى يفيد المجتمع. مجموع الثانوية العامه يقف امام كثير من الشباب للوصول لما هم مهيؤن له ذهنياً. الان جاءت القدره الماديه للأهل لتعطى لبعض الشباب حق التهرب من مجموع الثانويه العامه و لكن هذه الامكانيه غير متوافره للجميع. لن تنهض مصر او اى بلد فى العالم الا بالابداع او الإتيان بالجديد. اننى لم اجد كميه من الدكاتره فى مصر مثلما وجدها فى اكثر مجالات التخلف و هى القنوات الدينيه. كلهم دكاتره و الكل فلاسفة غبره! و لكننى نفسى اعرف فى ماذا هم دكاتره و من اعطى لمثل هؤلاء المتخلفين حق حمل لقب الدكتره؟