محرر الأقباط متحدون
بغاية تكوين رؤية رعائيّة معاصرة تستند إلى قواعد علميّة وموضوعيّة، وتلمُّس خطة عمل وتوجُّه في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، بدأ اليوم الثالث من جلسات المجمع المقدّس بسلسلة من الجلسات الحواريّة، التي يقدّمها اختصاصيون، أدارتها الإعلاميّة زينة يازجي، وذلك بحضور غبطة البطريرك يوحنّا العاشر والسادة مطارنة الأبرشيّات وعدد غفير من الضيوف الكرام من كلّ مكان.
تركّز المحور الأوّل من هذه الجلسات الحواريّة حول الوضع السياسيّ المحليّ والإقليميّ والدوليّ. تحدّث فيه السادة: نائب رئيس مجلس الوزراء اللبنانيّ د. طارق متري و د. بول سالم. استعرض المحاضرون الواقع المشرذم في الشرق الأوسط والتحدّيات التي تواجه بناء دول ديمقراطيّة فيه نتيجة تحدّيات الخارج من تضارب السياسات وتعارض المصالح من جهة، ونتيجة معوقات الداخل من تعصّب دينيّ وتقوقع إثني من جهة أخرى. وهنا أكّد المتحدثون على دور الكنيسة كجسر للحوار الوطنيّ ومساحة آمنة تجمع مختلف القوى نحو السلام والعدالة وكرامة الإنسان. هذا بالإضافة لضرورة تفعيل الدور الكنسيّ الإيجابيّ إقليمياً ودولياً، لإبراز رؤية الكنيسة حول مبادئ المواطنة والتعدّديّة، دون الانجرار إلى الانقسام والاستقطاب.
أما المحور الثاني فتركّز حول الوضع الاقتصاديّ، وقد تحدّث فيه الوزيران السابقان: نقولا نحاس ورائد خوري، ورجل الأعمال السيّد جاك الصرّاف. وضّح المتكلمون في البداية كيف أن الاقتصاد ليس مجرّد حركة ماليّة تجاريّة أو صناعيّة قد تكسب أو تخسر، بل هو عامل ازدهار للبلاد وصون لكرامات الناس. وانتهى الحوار إلى التشدّيد على أن الأزمة الاقتصاديّة هي ذات جذور بنيويّة وليست ظرفيّة طارئة، هي قضية وجود للشعوب. الأمر الذي يستدعي رصد انعكاساتها، وبالمقابل إطلاق مبادرات اقتصاديّة منظمة لدعم الشباب. هذا بالإضافة لضرورة وجود رؤية كنسيّة شاملة تعزز البقاء والحفاظ على الكرامة الإنسانيّة.