محرر الأقباط متحدون
أجرى المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر، حوارًا خاصًا مع نيافة الأنبا دانيال لطفي، مطران إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك، ومسؤول اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي، بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، بمناسبة الاحتفال بيوبيل أساتذة التعليم المسيحي، الذي احتفل به قداسة البابا لاون الرابع عشر، تزامنًا مع عام يوبيل الرجاء.
وتحدث المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر مع الأب المطران في عدد من النقاط الهامة، والتي جاءت على النحو التالي:
ما الدافع وراء تخصيص قداس اليوبيل لأساتذة التعليم المسيحي؟
إن هذا الاحتفال يأتي ضمن برنامج الكنيسة لسنة يوبيل الرجاء، التي خصّصت خلالها الكنيسة أيامًا للاحتفال مع فئات مختلفة من المؤمنين مثل المسنين، والمرضى، والسجناء، والمكرّسين، وسائر الفئات الكنسية. ومن بين هذه الفئات خُصّص يوم لأساتذة التعليم المسيحي للاحتفال بالقداس مع قداسة البابا، في إطار البرنامج الموضوع مسبقًا من قِبَل الكنيسة للاحتفال باليوبيل مع مختلف الفئات.
كيف يمكن لأساتذة التعليم المسيحي أن يكونوا شهودًا للإنجيل في البيوت والعائلات؟
هذا هو جوهر رسالة التعليم المسيحي؛ أن يُعلِّم المعلّم بالحياة لا بالكلام فقط. الكنيسة تؤكد دائمًا على أهمية شهادة الحياة، فالمعلم الحقيقي هو من يقدّم التعليم من خلال سلوكه وقدوته اليومية.
إن التعليم النظري مهم، لكن التأثير الأكبر يأتي من القدوة العملية — في البيت، في العمل، وفي المجتمع. فالمعلم المسيحي مدعوّ لأن يكون شاهدًا حقيقيًا للمسيح في حياته اليومية، سواء كان أبًا، أو زوجًا، أو شابًا خادمًا، أو طالبًا.
ماذا تعني لكم رتبة "خادم التعليم المسيحي" من الناحية العملية؟
في الكنائس الشرقية الكاثوليكية، لا توجد رتبة طقسية بهذا الاسم كما هو الحال في بعض الكنائس الأخرى، ولكن الخدمة تُمنح من خلال المعاهد التي تهتم بتكوين المعلّمين وتنشئتهم روحيًا ولاهوتيًا.
فالتخرّج من هذه المعاهد والاحتفال به يُعدّ في حد ذاته نوعًا من الاعتراف بالخادم كمعلم للتعليم المسيحي.
في ظل التحديات الراهنة، كيف يمكن للمؤمنين الالتزام بالعدالة والسلام كما دعا قداسة البابا؟
نعيش في عالم مليء بالتحديات، مثل الظلم، والرشوة، والمحسوبية، والتزوير، وهي للأسف ظواهر باتت سمةً في بعض المجتمعات، لكن الكتاب المقدس يذكّرنا بقوله: «أنتم في العالم ولكن لستم من العالم.
وهذا يعني أن المسيحي مدعوّ لأن يعيش في العالم دون أن يتبنّى بعض السلوكيات الفاسدة، بل أن يشهد للمحبة والعدالة والسلام. ويتحقق هذا من خلال العلاقة اليومية بكلمة الله، والمواظبة على الأسرار المقدسة، والاعتراف، والتناول، وامتلاء القلب بالروح القدس الذي يمنحه القوة لمواجهة الصعوبات بثبات وإيمان.
ما هو دور الكنيسة اليوم في تعزيز التعليم المسيحي في المجتمعات المعاصرة؟
للكنيسة دور أساسي في هذا المجال، نعمل على تعزيز التعليم المسيحي من خلال التكوين والتنشئة المستمرة في جميع الإيبارشيات، عبر المعاهد، والندوات، والمؤتمرات، ووسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي.
كما نواكب التطور التقني ونسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) والإنترنت بشكل بنّاء في خدمة التعليم المسيحي، سواء في إعداد المناهج أو الأنشطة أو المسابقات التي تشجع الأطفال والشباب على حب الإيمان.
كذلك، نهتمّ بدور الكاهن في متابعة الخدام والافتقاد الشخصي، لأن الزيارة والاهتمام والرعاية المباشرة تعزز الخدمة، وتنمّي روح العطاء في الجماعة.
هل للكنيسة مبادرات خاصة لتكريم خدام التعليم المسيحي؟
نعم، بالفعل. ففي إيبارشيتنا، إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك، أطلقنا منذ أكثر من خمسة عشر عامًا يوم "عيد الخادم"، نحتفل به سنويًا في كل إيبارشية.
في هذا اليوم، يُقام قداس احتفالي، تُلقى خلاله محاضرة عن التعليم المسيحي، ويتم تكريم الخادم المثالي من كل رعية، يرشحه الخدام بالتعاون مع راعي الكنيسة.
ومنذ خمس سنوات، ومنذ أن تم تكليفي برئاسة اللجنة الاسقفية للتعليم المسيحي، تمّ تعميم هذه المبادرة على مستوى جميع الإيبارشيات في الكنيسة الكاثوليكية، لتصبح عيدًا سنويًا موحّدًا لخدام التعليم المسيحي، يجتمع فيه الأسقف والكهنة والخدام للاحتفال بصلاة القداس الإلهي والشكر والتكريم.
كلمة أخيرة:
أشكر الجميع على اهتمامهم بخدمة التعليم المسيحي، وأتمنى أن يستمر كل خادم في تقديم شهادة حياة حقيقية تعبّر عن الإيمان بالمسيح وتزرع الرجاء في قلوب الآخرين.