الأقباط متحدون - آه يا بلد
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الاربعاء ٦ فبراير ٢٠١٣ | ٢٩ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

آه يا بلد

بقلم: شيرين ماهر مكى
 بالأمس عندما رأيت الفيديو الذى يصور لنا عم حماده صابر و الشرطة تقوم بتجريده من ملابسه و تهينه و تضربه لم أصدق أن بلادى لا يزال تمارس بها تلك الأفعال المشينة الهادرة لكرامة الإنسان و خاصة بعد الثورة ضد هذا للرجال ، و لم أكن أنا الوحيده التى غضبت من هذا المشهد بل الآلاف من الشعب الذين رآوا هذا الفيديو و لكن مقدار صدمتى لما حدث لعم حماده لم تكن بنفس مقدار صدمتى لما سمعته اليوم من أقوال عم حماده بعد أن أدلى بشهادته للنيابة و التى فجع فيها الشعب و أنزل على أذانهم الصاعقة عندما أكد عم حماده أن الشرطة لم تجرده من ملابسه بل أن الذى فعل ذلك هم الثوار الأشرار الذين جردوه من ملابسه و إنهالو عليه بالمولوتوف و الخرطوش.
 
أشكرك عم حماده على هذا البيان َحوِل. ....،  لقد تأكدت  اليوم  فقط أن الثورة لم تقم من الأساس ، و أن تلك البلاد لم تعد بلادى الحرة ، و أن مبارك لا يزال يجلس على عرش مصر ، و أن العادلى خرج لينتقم  من الشعب ، و أننا عدنا للوراء مرة آخرى ، نعم ....  و لكنى اليوم أريد أن اسال عم حماده  سؤال واحد : بماذا هددودك إذا صرحت بالحقيقة ؟ هل هددوك بالقتل ، أو بخطف أو قتل أحد أبنائك إذا صرحت بحقيقة ما حدث ؟
 
أعلم أنك رجلاً غلبان على باب الله و لكن دعنى أقولها لك كلمة و أجرى على الله ، يا عم حماده أنت كده كده ميت ميت ، فقبل الثورة  كنت ميت من الفقر و الذل و ضيق الحال و أعتقد أن هذا هو سبب وجودك حول الإتحادية ، إلا إذا كان تواجدك هناك كان لتشجيع الرئيس لأنك تعيش فى الفقر المدقع ؟ و إذا صح كلامى فهذا يؤكد لى أنك تستحق أن تعيش مذلول باقى ما تبقى لك من عمر .   أما إذاكان تواجدك هناك للتظاهر و الإعتراض على سؤ حالك و شقائك ، فهل كنت تعلم أن المنظاهرين ُيقتلون و يُضربون من الداخليه ام كنت تحسبهم يأكلون الديك رومى و يرقصون على أنغام الجانجم ستايل ؟
 
عم حماده يؤسفنى أن أقول لك أن بتزوير أقوالك خوفا ًمن الرئيس ، أو من جماعته ، أو من الشرطه و كلهم عندى سيان ، فلأخبرك بأمر واقع لا يحتاج إلى فيديو لإثباته أو شهادة الشهود و هو أنك ميت و أولادك ماتو و زوجتك ماتت ... نعم ، و تلك هى الحقيقة بل هى الحقيقة الوحيدة المؤكدة ، و لكن هل تعلم لماذا ؟ لأن عار الفقر قد غلف الكثيرون  غيرك  و أنت منهم ، و لأن عار الخوف و الخزى سيلاحقك إلى مماتك ، و لأن بسببك أثبت للعالم أن نفوذ و قوة الحكم الحالى فى الترهيب و قلب الحقائق قد فاقت الموساد و المافيا.
 
عم حماده أشكرك على قتل كرامتك و إعطاء الحكم الحالى التصريح الثمين بقتل باقى الشعب و الثمن هو القهر حتى الموت و أنت الذى تتلذذ به و تطلبه و تبحث عنه و كأنه أصبح يجرى فى دمائك و كأنك بدونه ستومت
 
وختام صدق من قال السحل ميه ميه و صح الصح يا شعب مصر

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter