Oliver كتبها
- إلهنا القدوس هو الأعظم سخاءاً في الوجود كله,لا يكتفي حين يمنح النعمة.يظل يضيف نعمة فوق كل نعمة لكي إذا ما دعانا للمجد نطون أقرب إليه بنعمته.لهذا إذا منحنا في حياتنا الأرضية كل النعم فهو لا يتوقف عن عطاءه الإلهي فيمنحنا الأبدية بعد هذه النعم.حتى و نحن في السماء لا يكتفي بما يمنحه.يظل يؤهل أولاده في السماء فيتنقلون من نور إلي نور و من مجد إلي مجد لأن طبيعة الرب في محبته أنه لا يتوفف عن سخاءه.

- كان إبراهيم أبونا في نعمة.يعيش في غني وسط أهله و عشيرته.يعيش لأجل أسرته  متبنياً لوط إبن أخيه حتي أحبه و لم يقدر أن يفارقه لما أراد الرب أن يمنح إبراهيم نعمة أعظم.تغرب إبراهيم حقاً لكنه لم يتغرب عن الله .كانت غربته نعماً متلاحقة.سكن كنعان أرض الموعد قبل أن يعرف الناس ما الموعد.إثتمنه الله على معني الفداء بذبح إبنه.منحه الأبوة لكل الشعوب لأنه ترك أرضه و عشيرته.هكذا تفيض النعمة و لا تبخل أو تتأخر.دائماً هناك نعمة فوق ما نرى أو ننال من نعمة.

- أيوب البار كان في نعمة السلام الأسري و الغني المبارك.بالنعمة كان باراً في غناه لكن الرب أراد أن يمنحه نعمة أكثر في فقره.بالتجارب زادت النعمة جداً و سندته.لا يمكن أن تتسبب النعمة في خسارة لكنها قد تتغلف بالتجارب و بعض الأوجاع.

- موسي النبي كان في نعمة في بيت فرعون.لكن الرب كان يؤهله لنعمة أعظم.أخذه من فصر فرعون إلي شركة الآلام مع شعب إسرائيل.قبل موسي الذل بتسليم دون تذمر.ففاضت نعمة الرب له.صار الرجل الذى يكلم الله وجها لوجه.صار في القصر الإلهي لا قصر فرعون.جعلته النعمة هذا النبي العظيم الفريد.و لأنه تذلل مع شعبه جعلت له النعمة كرامة و مهابة حتي اليوم الأخير.

- بولس االرسول نال نعمة الرؤي و الإعلانات و عمل الآيات.لكن كان هناك نعمة أعظم في إنتظاره.نعمة الألم المؤدية إلي تواضع القلب.لأن نعمة الله ليست لأجل التفاخر و الزهو بل لأجل خلاص النفس.النعمة كانت مثل شوكة في الجسد لكنها تاجاً للروح.فلا يهم إن تغطت النعمة بالألم فتحت الغطاء نعمة أعظم.  لذلك عبارة تكفيك نعمتي هي مدخلاً للفضائل العظمي.

- القديس أنبا أنطونيوس كان في حياة مترفة يعيش التقوي.و لما أحس أنه ما زال يجاهد في النقص سمع الآية التي تدعوه لجهاد الكمال فباع كل ما للنقص و حمل الصليب تابعاً للسيد المسيح ليصير تلميذه..صار غنياً في الروح.أخذ نعمة فوق ما كان له من النعم.فليس للنعمة حدود.كانت النعمة تدفعه للعطش و الجوع للبر.فالمشتاقون للبر تقودهم النعمة إلى التدبير الإلهي الذى يشبعهم بالسمائيات.

- إن تغربت مثل إبراهيم .إن تذللت مثل موسي .إن تجربت مثل أيوب.إن تألمت مثل بولس .إن أفتقرت مثل أنطونيوس.إن تبعت هؤلاء القديسين العظماء و غيرهم  ستصاحبك النعمة و تأخذك مما تريد إلي ما هو أعظم الذى يريده الرب لك.نحن منذ خُلقنا نتنقل من نعمة إلي نعمة.نعيش علي الكرم الإلهي الذى لا يتوقف.حتى و إن تغلفت النعمة بأشياء تبدو كالرفض و التأديب لكن بالإيمان نري أن هذه الأشياء تقود إلي خير لا يضيع.دائماً تأخذنا النعمة من الناموس إلي واضع الناموس فنتحد بالمسيح الرب  أصل النعمة و ملء النعمة.

- لا توجد نهاية لعمل الروح القدس.كل نعمة ننالها هي مقدمة لنعمة أفضل  و كل نعمة أفضل نأخذها هي تمهيد لما هو أعظم.حياتنا ساحة للنعمة تتلقفنا يوماً فيوم.هكذا تتفاضل النعمة جداً.ما نراه اليوم كنعمة عظيمة يصير قليلاً بالقياس لما سنناله من نعمة أعظم.فنحن نعيش بين النعمة الحالية و النعمة الآتية.فى زمن الجفاف أيام إيليا النبي صلى  لأجل أن تمطر فظهرت سحابة ضئيلة.أما إيليا الحكيم فلم يستصغرها لأنه يعلم أن خلفها مطر عظيم.هكذا نرى النعمة بعيون إيليا.و هكذا يتبنانا الآب في إبنه يسوع.و  سخاء الروح  يضيف نعمة فوق النعمة دون أن يتراجع عن النعم التي نلناها بالفعل,

- جود الرب يميل للعطاء بلا نهاية حتى يأخذنا إلي السماء هناك حيث عالم النعم الأبدية.فندخل بصدق إلي ما هو أعجب. يسوع المسيح  مخلصنا هو النعمة الذى يفوق كل  النعم و نحن بالنعمة أى بشخص الرب يسوع نخلص لأن مسيحنا القدوس هو النعمة اذى يؤهلنا بدمه لكل النعم.