محرر الأقباط متحدون
على هامش مشاركته في مؤتمر عُقد في الجامعة الأوربانية الحبرية بروما، خلال الأيام القليلة الماضية، علق أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على التوقيع، في شرم الشيخ بمصر، على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولفت في حديث لوسائل التواصل الفاتيكانية إلى أن التصريحات التي أدلى بها مؤخراً ولقيت انتقاداً لاذعاً من قبل السفارة الإسرائيلية لدى الكرسي الرسولي، كانت بمثابة دعوة إلى السلام.
استهل نيافته كلمته معربا عن ارتياحه للتوصل إلى الاتفاق بين إسرائيل وحماس، بوساطة أمريكية، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد حرب مدمرة استمرت سنتين. واعتبر أن الاتفاق يشكل خطوة إلى الأمام من أجل حل الصراع الدائر في القطاع الفلسطيني، متمنياً أن يقود هذا التفاهم إلى سلام دائم ونهائي.
رداً على سؤال بشأن انتقاده للحرب الإسرائيلية على القطاع في تصريحات نشرتها صحيفة أورسيفاتوري رومانو في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وولدت ردة فعل سلبية من قبل السلطات الإسرائيلية، قال الكاردينال بارولين إن الكرسي الرسولي أراد أن يعبر عن موقفه حيال ما يجري في المنطقة، في الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب، مع الأخذ في عين الاعتبار المفاوضات الجارية بين الطرفين في شرم الشيخ بمصر. وقال إنه أراد أن تكون كلماته دعوة إلى السلام، مشدداً على ضرورة أن يُدان العنف دائماً، ولفت إلى أن الكرسي الرسولي يود أن يعبر عن رغبته في تحقيق السلام وإنهاء العنف وإطلاق مسيرة تقود إلى المصالحة والسلام.
في معرض حديثه عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قال المسؤول الفاتيكاني إنه لا بد من العمل على تطبيق هذا التفاهم، وهذا هو الجزء الأصعب، خصوصا وأن الاتفاق يتضمن نقاطاً وتفاصيل كثيرة قد لا تجد توافقاً تاماً بين الجانبين. من هذا المنطلق ثمة حاجة إلى الإرادة الطيبة، مع التأكيد على أهمية بلوغ هذه المرحلة الهامة.
بعدها سُئل نيافته عن علاقة الكرسي الرسولي مع الصين، وهو موضوع المؤتمر الذي استضافته الجامعة الأوربانية الحبرية، لاسيما في ضوء الاتفاق بشأن سيامة الأساقفة الذي يعود إلى العام ٢٠١٧، وتم تجديده مرتين. قال بارولين إن الاتفاق بين الكرسي الرسولي وبيكين ما يزال ساري المفعول، وقد شكل خطوة إيجابية لأنه سمح للكرسي الرسولي وللصين بإيجاد الحد الأدنى من التوافق حول مسألة تعيين أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الصين. وأضاف أن الصعوبات ما تزال موجودة ولا بد من التعامل معها بصبر وثقة، خصوصا وأنه ما تزال توجد جماعات من المؤمنين لم تظهر إلى العلن، والاتفاق يهدف إلى تخطي هذا الوضع الشاذ وجعل الكنيسة تعيش حياتها وتمارس نشاطها بشكل طبيعي.
وأوضح نيافته في هذا السياق أنه منذ بداية حبرية البابا لاون الرابع عشر تحققت بعض النتائج الإيجابية، معربا عن قناعته بأن الحبر الأعظم سيواصل السير في هذا الاتجاه، للتأكيد على مبدأ أن الإنسان يمكن أن يكون مؤمناً كاثوليكياً جيداً ومواطناً صينياً جيدا في الآن معا، كما كان يكرر البابا الراحل فرنسيس. ولفت بارولين إلى أن هذا المبدأ لا ينطبق على الصين وحسب إنما يصح في كل البلدان لأن الإيمان الكاثوليكي لا يتعارض البتة مع الأمانة والوفاء للوطن والتعاون مع باقي المواطنين من أجل بناء البلاد وتحقيق الرخاء في المجتمع.
في ختام حديثه الصحفي طُلب من المسؤول الفاتيكاني أن يعلق على منح جائزة نوبل للسلام للمعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو، مع العلم أن نيافته كان سفيرا بابويا في كاراكاس بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٣، وقال إنه يأمل بأن يساعد هذا القرار البلاد على إيجاد الهدوء والطمأنينة واستعادة مسيرة الديمقراطية والتعاون بين مختلف التيارات السياسية. وقد اتخذت لجنة جائزة نوبل هذا القرار نظرا لالتزام ماشادو في الدفاع عن السلام بشجاعة وسعيها الدؤوب من أجل إبقاء شعلة الديمقراطية متقدة وسط العتمة، كما جاء في بيان صدر عن اللجنة.