الأقباط متحدون | عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:١٣ | الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ | ٣٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٩ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!

الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ - ٣٧: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : شاكر فريد حسن
عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..! شاكر فريد حسن ما يميز المرحلة الراهنة هو تراجع قوة العلاقة بين الفكر والواقع ، وانحسار الوعي الجمعي وثقافة العقل والتنوير، بعد رحيل العديد من المفكرين والمثقفين النقديين والتنويريين ،الذين كان لهم الأثر الكبير والدور الريادي العظيم والهام في الفكر الفلسفي والمعرفي العربي وحركة التنوير العربية والثقافة العقلانية. وفي المقابل نشهد طغيان الاصولية الدينية على كل مناحي حياتنا ، وهيمنة الفكر الوهابي والخطاب الديني السلفي ، الذي يتعارض مع تراثنا العربي الاسلامي، ومع حرية الفكر والتعبير والرأي والابداع .

وهذا ما نلحظه ونلمسه في فكر وممارسات التكفيريين الجدد والتيارات الاسلاموية ، التي ظهرت وانتشرت بين القطاعات الشعبية الفقيرة المنسحقة ، والتي لجأت الى سياسة العنف والارهاب الفكري والاغتيالات، مستهدفة كل اصحاب الفكر الحضاري النهضوي والتوجه العقلاني، المؤمنين بالاجتهاد والفكر الحر المبدع . ولا جدال في ان الانظمة الحاكمة تستخدم هذه الجماعات ورجالات الدين المتعصبين والمنغلقين ليكونوا بمثابة السيف المسلط على رقاب المبدعين والمثقفين والمفكرين والفلسفة العرب، وذلك باستخدام كاتم الصوت ورفع دعاوى التكفير والتحريم بحق اهل الفكر والقلم ، واستهداف الكلمة الحرة الواعية وقمع كل فكر ثوري وحضارية وتجديدي مختلف ، وكل صوت ابداعي وتنويري وعقلاني اصيل يدافع عن الانسان والعقل والحرية .وقد اهدر دم العشرات من المفكرين العلمانيين والماركسيين العرب ورفعت بحقهم الدعاوى التكفيرية الظلامية ، وصودرت مؤلفات واعمال ابداعية ومنجزات بحثية وفكرية كثيرة، ومنعت كتب من التداول . والواقع ان انتشار الخطاب الديني المتزمت وتزايد قوة تيار الاسلام السياسي وفكره الوهابي ، هو احد اسباب تخلفنا ، وتراجعنا، وهزائمنا ،وانكساراتنا.

وان الفكر الظلامي المتطرف يسئ للاسلام الحقيقي المتسامح والعادل ، ويدمر مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، ويقف عائقاً وكابحاً امام نهوض شعوبنا وحركة التطور الاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري والحضاري. ان حرية الكلمة هي من حرية الانسان ، ومنذ ان حكم على الحلاج بالموت والصلب ، وسيف الارهاب والترويع يهدد كل من تسول له نفسه الوقوف ضد التيار والتعبير عن اراء مغايرة وافكار جديدة مختلفة لما هو سائد في الحياة والمجتمع. ولذلك يجب ان تتسع رقعة الهامش الديمقراطي في الحياة الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية العربية ، ومن واجب رجال الدين المنفتحين على العلم والحضارة ، وكل المتنورين والعقلانيين العمل بجد واخلاص ومثابرة لاجل تجاوز الازمة الراهنة ، وذلك ببناء وتوليد وعي معرفي وعقلاني ، وكفالة حرية التعبير ، وتخليص الخطاب الديني من الانغلاق والتحجر ، والتصدي معاً لكل اشكال وصنوف القمع والاضطهاد الديني والارهاب الفكري ، وتطوير ثقافة الحوار والجدل والاجتهاد بديلاً للمسلمات . وكذلك عقلنة التراث العربي الاسلامي خدمة للنهضة الاجتماعية وللدين الاسلامي الحنيف ، دين الثورة على الظلم والقهر والفقر ، ودين العدالة الاجتماعية والقيم الانسانية والاخلاقية ، والوقوف مع الضعفاء والفقراء والمساكين في معركتهم ونضالهم من اجل الحياة والسعادة وبناء مجتمع العدل والمساواة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :