د. ممدوح حليم 
  كم هي مؤثرة تلك الكلمات التي تغنى بها الملك داود في مزمور ، والتي تقول: 
أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني. (المزامير ٢٣: ٤)

إنه هنا يفترض أنه سار فيما دعاه " وادي ظل الموت " . ياله من تعبير ادبي رائع يصف حالة إنسانية موجعة . كيف يسير شخص في وادي يظلل فيه الموت. ما هو هذا الوادي؟ وما هو ظل الموت ؟

إن الوادي هو منخفض طبيعي على سطح الأرض. إن السير في وادي ظل الموت، هو السير في منخفضات الحياة حيث الألم والحزن والاكتئاب والمرض. إن الموت قريب وهاظلاله تلوح في الأفق. إن المشهد العام جعل كاتب المزمور يصف ما يمر به ب " وادي ظل الموت".

ما أسوأ الموت، وما أصعب ظلاله. وما أتعس أن يسير شخص في وادي ظل الموت، حيث الانخفاض لا الارتفاع، وحيث الموت قريب فظله يسيطر على المكان. ما أبشع " وادي ظل الموت" ، هكذا اسمه الكئيب.

قد تكون الحياة قد ألقتك في ذلك الوادي المنخفض، وأنت تتطلع بشغف للصعود منه، والى يد ترفعك وتخرجك منه.....

قد تكون حياتك يخيم عليها الموت ويهددها . إنه يقترب وقد فرش ظله على مكانك، فتحول إلى وادي اسمه " وادي ظل الموت" 

لكن الصورة هكذا ليست كاملة، فهناك جوانب أخرى فيها سوف نعرفها في الحلقات التالية