الأب أغسطينوس بالميلاد ميلاد سامي ميخائيل بطرس...

أهربوا من المعلمين الكذبة.
"من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟" (مت 7: 16).
"فليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات". (مت 7: 21).
  في معاركنا الروحية المباشرة، وحياتنا الإيمانية...

  يأمرنا الرب بالخضوع له وحده، ومقاومة الشيطان، فيهرب منا.
  ولكن عندما يتعلق الأمر بالرغبات الشريرة التي تغرينا بخبث،
  يأمرنا الكتاب المقدس بالفرار منها دون أي رد فعل أو مساومة!

المقولة تعني:
 أن مجرد ترديد عبارة "يا رب" باللسان الوعظ الكثير من الفم، والمظاهر الخارجية بأشكال مختلفة كالورع وخلافه، فالعلمانيون المؤمنون بالمسيح يكتشفون عمق الخدام، ويعرفون حقيقة ما يعيشونه أو يخفوه، ويعرفون الأقنعة ومن يلبسها...
فلم يعد هذا خفيًا...

فليست الصور ولا المقالات تعبر عن الحقيقة التي يعلمها الله وحدة
ربما ينخدع الناس...

ولكن الله لا يخدع، فهو يعرف ما تخفيه القلوب والكُلى وما في النفوس البشرية...
"أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كل واحد حسب طرقه، حسب ثمر أعماله." (إر 17: 10).

  فالمظهاهر والكلمات وتمثيل دور القائد والخادم والمسؤول... لا يكفي كل هذا لدخول ملكوت السماوات.
  بل الشرط الأساسي هو فعل إرادة الله وطاعته في الحياة. باعمل والحق في الحياة الباطنية التي تظهر من خلال التصرفات والأعمال والمواقف والكلمات والأحداث والمشاركة...

"من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟" (مت 7: 16).
"فليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات". (مت 7: 21).
  هذه الآيات مأخوذة من إنجيل متى (7). 

  وتشير إلى أن قبول الآخرة يعتمد على العمل الصالح والالتزام بالإيمان وليس مجرد الأقوال أو الشعارات. 

شرح المقولة:
  النص الأصلي:

  "ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات".

التأكيد على العمل:
  النص يؤكد أن دخول الملكوت ليس بالأفعال الظاهرية أو المعجزات، بل بالطاعة الكاملة لإرادة الله.
التمييز بين القول والفعل: يشير إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين من يقول شيئًا باللسان ومن يطبقه في حياته.

خاتمة الموعظة:
  يختتم النص بذكر ما سيقوله الكثيرون في يوم الدينونة "يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذٍ أُصرّح لهم: إني لم أعرفكم قطّ! اذهبوا عنّي يا فاعلي الإثم". 

المعنى العميق:
الاعتماد على الأعمال الصالحة:
  هذه العبارة تشدد على أن إيمان الشخص يكون حقيقيًا عندما يترجم إلى أفعال وسلوكيات تعكس محبته وطاعته لله. 

تجاوز مجرد الإيمان السطحي:
  المقولة تحذر من الاكتفاء بالإيمان السطحي أو الاعتراف اللفظي دون وجود حياة روحية حقيقية، وأعمال تدل على هذا الإيمان. 

العلاقة الروحية العميقة:
  يشير النص إلى أن العلاقة مع الله يجب أن تكون علاقة حقيقية قائمة على المحبة والعبادة والطاعة، وليس مجرد علاقة سطحية أو خوف. 

دعوة للعمل:
  تدعو المقولة إلى الالتزام بإرادة الله والعمل بها كسبيل حقيقي لدخول ملكوت السماوات.
"وإن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا." (1 كو 13: 3).
"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات." (مت 5: 16).
الأب أغسطينوس بالميلاد ميلاد سامي ميخائيل بطرس...