حمدي رزق
أخشى على كابتن مصر «محمد صلاح» من مصير غامض يكتنف استمراريته مع فريق ليفربول. مردود صلاح السلبى فى المباريات الأخيرة لم تتعوده جماهير الريدز من أسطورتهم الذى لا يخيب ظنونهم دومًا، وحاضر فى كل المحطات الرئيسة والصعبة التى يمر بها بطل الدورى العام الماضى.

غضبة عشاق الريدز مبررة تماما، يعولون على صلاح (المنقذ) دوما، وعادة صلاح لا يخيب آمالهم، والبطولات التى حققها ليفربول فى العقد الأخير كان لصلاح نصيب الأسد فى جلبها للريدز.

ومنطوق المدير الفنى الهولندى لليفر «أرنى سلوت» فى تغيير صلاح فى مباراة مانشستر يونايتد وإراحته احتياطيا فى مباراة «أينتراخت فرانكفورت» محاولة لضبط إيقاع الفريق المتهاوى، وتبديد غيمة الهزائم التى تلاحق ليفربول فى أربع مباريات سبقت وكانت المحصلة صفرا من النقاط، ما أبعده عن قمة الدورى الإنجليزى الممتاز وقد يستمر الابتعاد مع صحوة منافسيه أرسنال، ومانشستر سيتى.. والقادمين من الخلف.

صلاح فى تكوينه النفسى لاعب عنيد ولا يرضى بدكة الاحتياطى، ويفقد كثيرا من هدوئه، وتشيه ابتسامته على دكة البدلاء، مفطور على اللعب دوما. لم يتعود الجلوس متفرجا على الخط وفريقه يعانى، ويعتقد بأنه قادر على قلب الطاولة على كل من فى الملعب وخارجه، سيما وهو فى تمام الجاهزية البدنية، والفنية، ولا ينقصه سوى التوفيق، وسوء الحظ للأسف يلازمه فى الآونة الأخيرة. صلاح نفسانيا ذهنه شارد، متأثر بشدة منذ خسارته غير المستحقة للكرة الذهبية فى موسم مضى كان فى قمة تألقه وتوهجه، ابتعدت الكرة الذهبية بمسافة ضوئية عنه.

فى النهاية، صلاح إنسان يحس ويغضب، ليس روبوتا صامتا، يتأثر ويتعكر مزاجه، ومع الضغط الجماهيرى فى المدرجات وفى أجواز الفضاء الإلكترونى، أخشى يفقد السيطرة على الكرة فى الأمتار الأخيرة، فى حلق الرمى.. تطيش كراته التى كانت تميزه فى إنهاء الهجمات المرتدة.

الكرة مش مطواعة كما يقول محللو طبائع الساحرة المستديرة، وهذا ما يحبط صلاح، ويسوؤه أكثر ما يرشح من انتقادات قاسية يوجهها (أساطير ليفربول المعتزلون) فى الاستديوهات التحليلية وكذا فى التحليلات الصحافية والتلفزيونية، وتزيد بعضهم بطلب إراحته، وكأنه لم يعد مفيدا، وكأنه مطلوب من صلاح أن يسجل فى كل مباراة دون تهيئة فرص سانحة أمام المرمى.

يتناسون عن عمد الحالة السيئة التى بات عليها الفريق فى مجموعه، ويحملون صلاح العبء كله ويحملون عليه عادة. ينتقدون صلاح قبل وبعد وأثناء المباريات، ويمعنون فى التقريع والتلويم، وبعضهم يسخر من قدراته، ونفر منهم يود التخلص منه، ونادى بعضهم على إدارة الريدز عدم التجديد لصلاح فى الانتقالات الصيفية الماضية، واستكثروا عليه البقاء فى قلعة أنفيلد، وهو من أعادها للحياة طوال سبع سنوات مضت.

نفر منهم كانوا ولا يزالون يوصفون بالأساطير، يخشون على أرقامهم التى صمدت طويلا من أن يحطمها صلاح الذى تبوأ مكانة فى الكرة الإنجليزية تلامس السحاب، كل هدف أو تمريرة من صنع صلاح تحطم رقما تذروه الرياح.

يستفزون صلاح، وصلاح قادر على الرد فى الملعب، وأزمة وتعدى، وتعرض صلاح فى الملاعب الإنجليزية لما هو أقسى، وأصعب، ويملك من الخبرة والمهارة ما يساعده على النهوض مجددا، والتسجيل من أنصاف وأرباع الفرص التى تسنح.

صلاح حصان مصرى أصيل، وما يمر به فحسب كبوة ستمر سريعا، وسيعود صلاح إلى سابق أيامه متألقا، يسجل ويصنع ويمتع، وتتغنى جماهير الريدز باسمه فى الملاعب، ويرد عليهم بابتسامته العريضة.
نقلا عن المصري اليوم