محرر الأقباط متحدون
علّق الكاتب والمفكر الدكتور خالد منتصر على الأحداث المؤسفة التي شهدتها قرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، والتي اندلعت عقب علاقة رضائية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، ما أدى إلى تحريض وتجمهر بعض الأهالي، وتحطيم نوافذ منازل تخص مسيحيين لا تربطهم أي صلة بالشاب، فضلًا عن حرق عشش زراعية، قبل أن تنتهي الأزمة بعقد جلسة عرفية للصلح.

وفي تعليق مطول نشره بعنوان "قصة قصيرة.. ملهاة مأساوية"، قدّم منتصر مشهدًا رمزيًا ساخرًا من واقع القرية المصرية الذي تغيب عنه العدالة وتسيطر عليه الغوغائية، قائلاً إن القروي البسيط لا يُستفز حين ينام على أرضٍ باردة، أو حين يرى أطفاله بلا تعليم أو علاج، أو حين يعيش في فقر مدقع، لكنه ينتفض فجأة بدافع "الكرامة والشرف" حين يُقال له إن "جورج أرسل جوابًا لسميحة" أو "إسحق بيعمل ترانيم في بيته".

واعتبر منتصر أن ما جرى في المنيا يعكس مأساة اجتماعية وفكرية تتكرر في الريف المصري، حيث يُستبدل الوعي بالتحريض، والعقل بالغضب الأعمى، مشددًا على أن الحل لا يكون بالجلسات العرفية بل بتطبيق القانون ونشر التعليم والتنوير.