تتجه أنظار العالم إلى الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، حيث تتأهب مصر للحدث العالمي الذي طال انتظاره طيلة سنوات من العمل المتواصل؛ لعرض وتوثيق الحضارة المصرية القديمة.

 
وأفاد مراسلو "القاهرة الإخبارية" من أمام المتحف بأن الجهات المعنية تجري حاليًا الإجراءات والتحضيرات النهائية للافتتاح المرتقب يوم السبت القادم، مؤكدين أن فرقًا فنية وهندسية تعمل في مختلف المواقع المحيطة بالمتحف لتزيين وتوسعة الطرق المؤدية إليه، إلى جانب زراعة آلاف الأشجار المتنوعة، مثل النخيل والزيتون، التي تعكس البيئة المصرية القديمة، كما يجري تثبيت أعلام الدول المشاركة على أعمدة الإنارة في الطرق المؤدية إلى المتحف، فيما تنتشر فرق متخصصة في أعمال الإضاءة لوضع اللمسات النهائية على التصميم البصري الممتد من محيط المتحف حتى مطار سفنكس.
 
حكاية الملك الذهبي
يفتح المتحف المصري الكبير صفحة جديدة في الحكاية الذهبية للملك الذهبي توت عنخ آمون، وفي لحظة تاريخية طال انتظارها يستعد العالم لموعد استثنائي مع أعظم كنوز القدماء المصريين، حين يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه، 1 نوفمبر المقبل، ليقدم للجمهور ولأول مرة المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الشاب توت عنخ آمون، في عرض غير مسبوق أمام أعين العالم.
 
هنا، لا يتعلق الأمر بمجرد عرض أثري بل برحلة مبهرة إلى قلب الحضارة المصرية، يسردها المتحف المصري الكبير على مساحة 7000 متر مربع، ليعيد صياغة قصة الملك الصغير الذي عاش ومات شابًا، لكن موته كشف عن واحدة من أضخم الحكايات الأثرية، التي أسرت العالم على مدار قرن كامل.
 
5398 قطعة تحكي سيرة الملك الذهبي
تُعرض مقتنيات توت عنخ آمون، الآن كما لم تُعرض من قبل، لتضم 5398 قطعة أثرية ذهبية وأسطورية، من بينها التوابيت والمقاصير، والمجوهرات النادرة، والملابس الملكية، والأسلحة، والعجلات الحربية.
 
ويقول الدكتور عيسى زيدان، مدير عام مركز الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير لـ"القاهرة الإخبارية"، إن هذه الكنوز خضعت لواحدة من أدق وأعقد عمليات الترميم والنقل في تاريخ مصر الحديث، تمت وفق ترتيب زمني دقيق، يبدأ من عصور ما قبل الأسرات ويمر بكل مراحل تطور الحضارة المصرية حتى العصرين اليوناني والروماني.
 
عرض 3392 قطعة لأول مرة
منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، ظل الكثير من مقتنيات الملك مُخزنة في أقبية متحف التحرير ومخازن الأقصر، فلم يُعرض منها سوى 2006 قطع فقط.
 
ويقول "زيدان": أما الآن، فالجمهور سيكون على موعد مع 3392 قطعة تُعرض لأول مرة داخل قاعة ضخمة صممت لتقدم رؤية متكاملة لعالم توت عنخ آمون، داخل قاعة لا تكتفي بالتوثيق، بل تقدم "رحلة روحية وبصرية" داخل الحياة اليومية للملك، كما يقول القائمون على المشروع.
 
موقع المتحف
يقع المتحف المصري الكبير على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة 15 كم على الهضبة الواقعة بين الأهرامات 2 كم فقط من أهرامات الجيزة والقاهرة الحديثة، مما يجعله بوابة لماضي مصر وحاضرها ومستقبلها، ويعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة "حضارة مصر القديمة".
 
يتيح الموقع الفريد لزائري المتحف الفرصة لمشاهدة أهرامات الجيزة الثلاثة من خلال الواجهة الزجاجية المبهرة ببهو مدخل المتحف المصري الكبير حيث ترتفع واجهه المتحف خمسة طوابق لتتوافق مع ارتفاع الهرم، ويمكن للسائح التقاط الصور مع الأهرامات أثناء استمتاعه بمشاهدة مقتنيات الملك توت عنخ آمون.