في إطار مبادرة مصر تتحدث عن نفسها، أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أجندة فعاليات الوزارة للاحتفاء بافتتاح المتحف المصري الكبير، ابتهاجا وتفاعلا مع حدث هو الأضخم من نوعه على خريطة الثقافة العالمية، لما يحمله من رمزية حضارية تجسد عظمة مصر في أبهى صورها، وتؤكد على استمرارية الإبداع المصري المعاصر.
وأكد وزير الثقافة أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية فريدة يتوحد فيها وجدان المصريين حول أحد أعظم منجزات العصر الحديث، بوصفه جسرا يربط الماضي المجيد بالمستقبل الواعد، ويرمز إلى استمرار الحضارة المصرية في إلهام الإنسانية عبر العصور. وأوضح أن الوزارة أعدت خطة شاملة من الفعاليات الفنية والفكرية في مختلف محافظات مصر احتفاء بهذا الحدث العالمي، تعبيرا عن الهوية الثقافية العريقة التي تميز الشخصية المصرية.
وأضاف هنو، أن نوفمبر سيكون شهرا للفن والفخر، تتلاقى فيه الإبداعات لتشكل لوحة وطنية تعبر عن جوهر المشروع الثقافي المصري الحديث، مشيرا إلى أن الثقافة المصرية هي صوت الحضارة الذي لا ينطفئ، فكل عرض وكل لحن وكل لوحة تقدم خلال هذا الشهر هي تحية فنية لتاريخ مصر الممتد واحتفاء بروحها الخالدة.
وأكد وزير الثقافة أن افتتاح المتحف الكبير سيبقى علامة مضيئة في سجل الثقافة المصرية والعالمية، تعيد للعالم بريق الحضارة المصرية الخالدة التي علمت الإنسانية معنى الجمال والخلود والإبداع، ودعا الوزير الأسرة المصرية إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات الشهر الثقافي لتعريف الأطفال والشباب بقيمة الإرث الحضاري الذي تركه الأجداد، وأهمية الحفاظ عليه وصونه للأجيال القادمة.
شهر من الفنون والهوية
تنطلق فعاليات وزارة الثقافة تحت شعار "مصر عادت شمسك الذهب"، لتتحول محافظات الجمهورية إلى ساحات فنية نابضة بالفخر والإبداع، ومن أبرز مظاهر الاحتفال، عرض البث المباشر لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير على شاشات المسارح والأوبرا وقصور الثقافة في جميع المحافظات، في لحظة وطنية تتوحد فيها قلوب المصريين حول منجز حضارتهم الأعظم، ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والتوعوية التي تنظم في مختلف محافظات الجمهورية.
تتضمن الحملة عدة محاور رئيسية، منها: تسليط الضوء على الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها على الأجيال المعاصرة، إحياء التراث المصري غير المادي بالشراكة مع المؤسسات التعليمية، استعراض أثر الحضارة المصرية على الثقافات والفنون العالمية، الترويج بالتوازي لمتاحف وزارة الثقافة الفنية والتاريخية، وتشجيع الجمهور على زيارتها.
فعاليات الأوبرا المصرية
تنظم دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، احتفالية مخصصة للأطفال بعنوان "رحلة إلى مصر القديمة"، تتضمن ورشة حكي من قصص الكاتبة إيوان زهير (أميرة النيل – الصولجان المفقود – ملك من مصر – إيزيس وأوزوريس)، يليها عرض مسرحي في أجواء مبهجة تمزج بين الفنون والتاريخ.
يقدم أوركسترا القاهرة السيمفوني، بقيادة المايسترو محمد شرارة وبمشاركة عازفة الفيولينة نور محمد عبد الفتاح، حفلا موسيقيا بعنوان "سيمفونيات الخلود".
الهيئة العامة لقصور الثقافة
تصدر مجلة "قطر الندى" التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة خالد اللبان، عددا خاصا للأطفال عن المتحف المصري الكبير، يروي أسرار الملوك والكنوز ومغامرات التنقيب بأسلوب مبسط، إلى جانب جلسات حكي في قصور الثقافة.
كما تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، العرض المسرحي "نارمر" لفرقة المنوفية القومية، وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 3 و4 نوفمبر بالمجان على مسرح السامر بالعجوزة في الثامنة مساء.
العرض من تأليف وإخراج محمود السبروت، ويتناول مرحلة ما قبل توحيد القطرين من خلال قصة الملك مينا والملك العقرب، والظروف السياسية والاجتماعية التي مهدت لقيام أول دولة مركزية في التاريخ المصري القديم. ويتناول النص هذه المرحلة التاريخية برؤية إنسانية وديناميكية تربط الماضي بالحاضر من خلال حوار بين الجد "مينا" وحفيده المعاصر، لتؤكد أن المصريين لا يزالون مرتبطين بأرضهم وهويتهم الحضارية.
كما أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم" تأليف الدكتورة الشيماء محمد عيد، ضمن سلسلة "حكاية مصر".
يقدم الكتاب طرحا علميا مبسطا للتعريف بالحضارة المصرية القديمة من خلال هذا الصرح الفريد الذي يمثل قصة أمة تعيد اكتشاف جذورها لبناء مستقبلها، ويستعرض كيف أصبح المتحف منصة للتفاعل الثقافي وجسرا يربط الماضي بالحاضر، كما يبرز دوره في تحقيق التنمية المستدامة.
ويتألف الكتاب من 5 فصول رئيسية تتناول نشأة المتاحف في مصر، وتاريخ بناء المتحف الكبير، وملامح الاستدامة في تصميمه، ودوره في صياغة السرد التاريخي لمصر القديمة، إلى جانب ملاحق عن توت عنخ آمون، ورمسيس الثاني، وخنوم حتب الثاني، ليأخذ القارئ في رحلة داخل قلب الحضارة المصرية.
المجلس الأعلى للثقافة
ينظم المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور أشرف العزازي، من خلال المركز القومي لثقافة الطفل، احتفالية فنية يقدم فيها الأطفال أوبريت "إيزيس وأوزوريس" من تأليف الشاعر الكبير شوقي حجاب، في عرض يجمع بين الأسطورة وقيم الخير والنور التي تميز الحضارة المصرية القديمة.
قطاع المسرح
ينظم قطاع المسرح، برئاسة الفنان هشام عطوة، سلسلة من الفعاليات من خلال مسرح المواجهة والتجوال في طنطا ودمنهور، والمحلة منها، جلسات حكي للأطفال عن تاريخ وحضارة مصر وتوزيع اصدارات الوزارة عن مصر القديمة.





