أشرف حلمى
دقائق قليلة تفصلنا عن الاحتفال العالمى للمتحف المصرى الكبير ، الواقع جوار منطقة أهرام الجيزة أهم بقعة أثرية حول العالم أمام تمثال أبو الهول أشهر تماثيل العالم ومن خلفه الأهرامات الثلاث خوفو ، خفرع ومنقرع ، والجميع واقفا على قدم وساق فى أنتظار واحدة من كبرى الاحتفالات المصرية التى ستشهدها مصر فى تاريخ مصر الحديث ، تحت إشراف ورعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر ، بحضور عدد من روؤساء، وملوك ، أمراء، ورؤساء وزراء بعض الدول ، وذلك بعد أربعة سنوات من الاحتفالية الأسطورية لنقل 22 مومياء لأشهر ملوك وملكات مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ، ويرجع الفضل إلى جميع الشركات ، المؤسسات والأفراد الذين شاركوا فى التخطيط ، التأسيس ، البناء وتنظيم المتحف ، وهم من يستحقون التحية والشكر على ما قدموه من جهد وإخلاص على مدار سنوات لإتمام هذا العمل العظيم على أكمل وجه .
لقد خرج الآلاف من الشعب المصرى فى مسيرات احتفالاً بالفرح العظيم والافتتاح المنتظر فى شوارع العديد من المدن والمحافظات المصرية بالتزامن مع تفاعل عشرات الملايين من المصريين داخل وخارج مصر " كنت واحد منهم " مع الحدث الضخم شاركوا فى مظاهرات مليونية على مدار الأيام القليلة السابقة ، على مواقع التواصل الإجتماعي ، أعلنوا فيها مدى حبهم وافتخارهم بهوية أجدادهم الفرعونية وانتمائهم لتاريخهم وحضارتهم ، نشر صورهم بالزي الفرعوني فى أشارة إلى عودة مصر لأصولها وهويتها الفرعونية ، والأكثر من ذلك إستغلال كافة أنواع التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي لعمل تماثيل راقصة للفراعنة القدماء على الأنغام الموسيقية والأغاني باللغة المصرية القديمة ، مما يؤكد تفوق أجدادنا القدماء فى فنون النحت وبناء المسلات والمعابد والأهرامات الضخمة ، ويجيدون فنون الموسيقى والرقص كما هو واضح على الرسومات التى قاموا بها على جدران وحوائط المعابد المنتشرة بالأقصر وأسوان ، واللوحات والأيقونات كما فى المعارض وكتب التاريخ بالمدارس والجامعات والمجلات فى المكتبات ، رافضين آراء أصحاب الفكر الظلامي التكفيري ، أعداء الحضارة والوطن ، الذين تبرأوا من أصولهم وحقرو من حضارة وتاريخ أجدادهم بل وحرموا الاحتفالات بحضارتهم والمشاركة فى المناسبات التى تنتمى للفراعنة .
مما لا شك فيه لولا الإرث الحضاري الذي تركة أجدادنا الفراعنة من معابد وأودية مليئة بالتماثيل ، مسلات وأهرامات لا تقدر بمال ، ما كانت مصر على خريطة الدول السياحية واستفادت مصر الكثير والكثير على مدار عشرات السنين وحتى وقتنا هذا ، لعلنا نستفيد أكثر وأكثر من هذا الإرث العظيم فى تطوير أسلوب إدارة السياحية بما يتناسب مع العصر ، من خلال شركات متخصصة فى الإدارة والأمن ، والاستعانة بمتخصصين فى مجالات اختيار المرشدين السياحين من خلال دورات تدريبية سنوية واختبارات ، وتخصيص زي خاص بهم يحمل الطابع الفرعوني ، والعمل على تطوير ونظافة الأماكن السياحية ومرافقها والإرتقاء بها وتسهيل وسائل النقل الحديثة بديلاً عن الأحصنة والجمال وسباق الكارو كما فى منطقة الهرم ، ودخولها صراع المنافسة مع دول الجوار من جديد ، وتصبح مصر الوجهة الأولي للسياحة يقصدها السياح من جميع دول العالم ، يحيونها بتحية " تحيا جمهورية مصر الفرعونية "





