ماهر الجاولي – الأقباط متحدون – شيكاجو
لم تقتصر فرحة المصريين بافتتاح المتحف المصري الكبير على أرض الوطن، بل تجاوزت الحدود لتعمّ قلوب أبنائه في كل أنحاء العالم، تأكيدًا لوحدة الفخر والانتماء لحضارة جاءت ثم جاء التاريخ.

وفي مدينة شيكاجو، اكتست الأجواء بروح الفخر والاعتزاز بـ“مصر أم الدنيا”، حيث نظّمت القنصلية العامة المصرية احتفالية خاصة بهذه المناسبة التاريخية، داخل قسم الحضارة المصرية القديمة بمتحف شيكاجو، بالتعاون مع معهد دراسات الحضارات القديمة بجامعة شيكاجو، تحت رعاية السيدة ندى دراز، قنصل مصر العام في شيكاجو وولايات الغرب الأوسط الأمريكي، وبمشاركة المستشارة جينا عصام نائب القنصل، وحضور السيدة ماري ألكسندر بسطا عمدة مدينة بولينجبروك مصرية الأصل. 

وشهدت الاحتفالية حضورًا واسعًا من كبار المسؤولين الأمريكيين بولايتَي إلينوي وإنديانا ومدينة شيكاجو، إلى جانب أعضاء السلك القنصلي المعتمد، وممثلي الجمعية المصرية الأمريكية، وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة ندى دراز أن افتتاح المتحف المصري الكبير “يجسّد عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر”، مشددة على أن هذا الحدث “ليس مجرد افتتاح لمتحف، بل هو إعادة تأكيد لريادة مصر الحضارية التي تواصل إبهار العالم”.

وألقى سكرتير ولاية إنديانا دييجو موراليس كلمة عبّر فيها عن إعجابه بإنجاز الدولة المصرية في بناء هذا الصرح الثقافي العظيم، الذي أصبح مصدر إلهام للبشرية جمعاء.

كما استعرض الأستاذ الدكتور مارك مايوه، أستاذ علم المصريات ومدير معهد الدراسات الثقافية القديمة بجامعة شيكاجو، تاريخ العلاقات الثقافية المصرية–الأمريكية، مشيدًا بمساهمات الحضارة الفرعونية في تشكيل التراث الإنساني العالمي.

وقالت المستشارة جينا عصام نائبة القنصل في كلمتها إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل فجرًا جديدًا للحضارة المصرية، وجسراً يربط الماضي المجيد بالحاضر المزدهر، كما أعربت عن فخرها بمشاركة أبناء الجالية هذا الحدث الذي يعكس ريادة مصر وعمقها الحضاري والإنساني. 

واختُتم الحفل بعرض لقطات من حفل الافتتاح الرسمي في القاهرة، وسط تفاعل كبير من الحضور، حيث تعالت صيحات الإعجاب من الضيوف الأمريكيين، وارتسمت مشاعر الفخر والاعتزاز على وجوه المصريين.

وتجلّى الكرم المصري الأصيل في أبهى صوره حين دعا طاقم القنصلية الحضور لتذوّق أطباق ومشروبات مصرية تقليدية، عكست روح الضيافة والأصالة ونالت استحسان الجميع.

وانصرف الحضور وعلى ألسنتهم أمنية صادقة بزيارة مصر، ليروا عن قرب عراقة حضارتها، ويعيشوا سحرها في مناخٍ يسوده الأمن والسلام.