محرر الأقباط متحدون
ترأس أمس، قداسة البابا لاون الرابع عشر، صلاة القداس الإلهي الاحتفالي، بمناسبة عيد تدشين بازيليك القديس يوحنا في اللاتران، كاتدرائية روما التاريخية التي تُعرف بأمّ جميع الكنائس.

وألقى الحبر الأعظم عظته مشددًا على أن التواضع، والصبر لا يُعدّان مجرّد فضيلتين أخلاقيتين، بل هما الركيزتان الأساسيتان القادرتان على بناء جماعة إيمان حقيقية تنمو بالمحبّة، وتثمر في الرسالة. 

وأوضح الأب الأقدس أن بازيليك اللاتران ليست مجرد معلم أثري، بل رمز حيّ للكنيسة المبنيّة على المسيح حجر الزاوية، قائلًا: فلنحذر من التسرّع، والسطحية، لا يمكن بناء جماعة إيمان حقيقية إلا بالتواضع، والصبر، وبمساعدة الله.

ودعا بابا الكنيسة الكاثوليكية المؤمنين إلى التحرر من منطق العالم السريع، والنتائج الفورية، والعودة الدائمة إلى إنجيل المسيح، وعمل الروح القدس، لأن الكنيسة – بحسب قوله – تُبنى بالصبر على صخرة الإيمان، لا على عجلة العالم.

وضرب الأب الأقدس مثالًا بشخصية زكّا العشار الذي تخطّى كبرياءه، وصعد شجرة ليرى يسوع، فكان لقاؤه هذا نقطة تحوّلٍ غيّرت حياته، مضيفًا: إنّ يسوع يغيّرنا، ويدعونا للعمل في ورشة بناء الله العظيمة، لنصوغ ذواتنا بحكمة وفقًا لخططه الخلاصية.

وأشار عظيم الأحبار إلى أن المسيرة الكنسية تشبه ورشة مفتوحة، تتطلّب نشاطًا، والتزامًا مستمرّين، لكنها أيضًا مليئة بالتحديات التي ينبغي مواجهتها بثقةٍ ورجاءٍ ومثابرة.

وفي ختام كلمته، توقّف قداسة البابا لاون الرابع عشر عند الليتورجيا، التي وصفها بأنها القمة التي يتوق إليها عمل الكنيسة، والينبوع الذي تنبع منه كل طاقتها، مشدّدًا على أهمية العناية بها بما يعكس الجمال البسيط للطقوس، لأن الجمال الحقيقي هو المحبة، والمحبة هي الحياة.

بهذه الرسالة، أعاد الأب الأقدس التأكيد على أن الكنيسة تُبنى لا بالحجارة، بل بقلوبٍ متواضعةٍ وصبورةٍ تتّحد في الإيمان، والرجاء، والمحبّة.