بداية اليوم تعتبر من أهم اللحظات التي تحدد مسار بقية اليوم، لذا يجب الانتباه إلى العادات الصباحية التي تؤثر بشكل كبير في مستويات التركيز والطاقة والقدرة على التعامل مع التوتر.
وأشار الخبراء إلى أنه عند الرغبة في تحسين التركيز وتقليل التوتر في بداية اليوم، يجب الاستعانة ببعض العادات الصباحية التي تؤثر على نشاط الفرد طوال اليوم.
زيادة التركيز في الصباح
ومن بين العادات اليومية التي يمكنك اتباعها لتعزيز التركيز والتقليل من التوتر:
-الاستيقاظ مبكرًا:
الاستيقاظ في وقت مبكر يوفر لك بداية هادئة وخالية من العجلة. عندما تستيقظ باكرًا، يمكنك تخصيص بعض الوقت لأنشطتك الشخصية قبل أن يبدأ اليوم بشكل سريع، هذا يساعد على تجنب الضغط والتوتر الناتج عن الشعور بالاستعجال، كما أن الاستيقاظ المبكر يساعد على تنظيم ساعتك البيولوجية، مما يعزز التركيز طوال اليوم.
-تناول وجبة إفطار صحية:
وجبة الإفطار هي أول وجبة تمد الجسم بالوقود بعد ساعات النوم، ومن المهم أن تكون غنية بالعناصر الغذائية التي تدعم التركيز وتقلل التوتر، ويُفضل أن تحتوي وجبة الإفطار على البروتينات (مثل البيض أو الزبادي) والكربوهيدرات المعقدة (مثل الشوفان أو الخبز الكامل) والدهون الصحية (مثل الأفوكادو أو المكسرات)، وتجنب تناول الأطعمة السكرية التي قد تسبب تقلبات في مستويات السكر في الدم، مما قد يزيد من القلق أو التوتر.
-التخطيط ليومك:
قبل أن تبدأ يومك، خصص وقتًا لتخطيط ما ستقوم به، لذا يجب كتابة قائمة بالمهام أو تحديد الأولويات، لأن ذلك يمكن أن يقلل من الشعور بالتوتر الذي قد يترتب على عدم اليقين أو الفوضى، فالتخطيط يساعدك في التركيز على المهام الأساسية والتأكد من أنك تتحرك في الاتجاه الصحيح طوال اليوم.
-شرب الماء وتناول مشروب دافئ:
شرب الماء فور الاستيقاظ يعد من العادات الصحية المهمة التي تعزز التركيز، ويساهم الماء في تحسين وظائف الدماغ وتجديد الخلايا التي تكون قد جفّت أثناء النوم، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول مشروب دافئ مثل الشاي الأخضر أو القهوة المعتدلة، حيث تحتوي هذه المشروبات على مواد مثل الكافيين التي تعزز اليقظة وتحسن الأداء العقلي.
-الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية في الصباح:
من المغري أن تبدأ يومك بالاطلاع على الرسائل أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا يمكن أن يسبب تشتيتًا ذهنيًا ويزيد من التوتر، لذا حاول أن تخصص أول ساعة من يومك بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية، واستغل هذا الوقت في الأنشطة التي تحفز عقلك، مثل القراءة أو التأمل أو التخطيط.
قلة التركيز في الصباح
وبداية اليوم تشكل أساسًا مهمًا لما سيحدث خلال الساعات المقبلة، لكن إذا كانت عاداتك الصباحية غير صحية أو غير منظمة، قد تواجه صعوبة في الحفاظ على نشاطك وتركيزك طوال اليوم.
وهناك عدة عادات شائعة يمكن أن تضعف من مستوى طاقتك وتؤثر سلبًا على قدرتك على التركيز في بداية اليوم، منها:
-التعرض المستمر للأضواء الساطعة أو الشاشات:
التعرض المبكر للأضواء الساطعة وخصوصا الشاشات الإلكترونية، قد يؤثر سلبًا على صحتك العقلية في الصباح، الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف أو الحواسيب يسبب اضطرابًا في إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعد الجسم على النوم، عندما تتابع الشاشات فور الاستيقاظ، فإنك تضعف استعداد الجسم والعقل للعمل بكفاءة.
-استعمال الهاتف فور الاستيقاظ:
أحد أكثر الأخطاء الشائعة في صباحاتنا هو التوجه مباشرة إلى الهاتف الذكي عند الاستيقاظ، التصفح السريع للرسائل أو وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون مضراً على عدة أصعدة قد يعرضك الهاتف مباشرة لمحتوى قد يثير القلق أو التوتر، سواء كان بريدًا إلكترونيًا مهمًا أو أخبارًا غير سارة، كما أن استخدام الهاتف في الصباح قد يشوش عقلك ويجعلك تشعر بالضغوط من البداية، وهذه العادة تؤدي إلى تقليل مستوى التركيز وزيادة التوتر بشكل غير مباشر.
-تأجيل النهوض عن السرير لفترات طويلة:
إعادة غفوة المنبه هي عادة شائعة بين العديد من الناس، وقد تظن أن النوم بضع دقائق إضافية سيمنحك راحة أكبر، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، هذه "الغفوة" تؤدي إلى دخولك في دورة نوم خفيفة ثم استيقاظ مفاجئ، مما يسبب تشوشا في عقلك ويجعلك تشعر بالتعب أكثر بعد الاستيقاظ، وهذه العادة تضعف التركيز وتؤثر على إنتاجيتك منذ بداية اليوم.
-الإفطار غير المتوازن:
من الأخطاء الكبيرة في الصباح هو إما عدم تناول الإفطار أو تناول طعام غير صحي يحتوي على كميات كبيرة من السكر أو الكربوهيدرات البسيطة، فالإفطار هو الوجبة التي تمد الجسم والعقل بالوقود بعد ساعات من النوم، ومن دونها أو مع إفطار غير متوازن، قد تشعر بالخمول والتركيز الضعيف خلال اليوم.
-الاستمرار في شرب القهوة بشكل مفرط:
شرب القهوة في الصباح هو عادة شائعة لدى الكثير، ولكن إذا تم الإفراط فيها، يمكن أن يكون لها تأثير عكسي، فالكافيين قد يعطيك دفعة من اليقظة في البداية، ولكن مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق، ويجعل التركيز أكثر صعوبة خاصة إذا تم شربها على معدة فارغة، كذلك الإفراط في القهوة يسبب اضطرابات في النوم ويؤثر على قدرتك على الاسترخاء في المساء، مما يعيدك إلى حلقة مفرغة من التعب والتركيز الضعيف.
-إهمال شرب الماء في الصباح:
الجسم يعاني من الجفاف بعد ساعات طويلة من النوم، وقد يؤدي إهمال شرب الماء فور الاستيقاظ إلى تقليل مستوى الطاقة والتركيز بشكل ملحوظ، فالجفاف يؤثر على وظائف الدماغ ويسبب الشعور بالتعب، لذلك من المهم أن تبدأ يومك بكوب من الماء قبل أي شيء آخر، لتساعد جسمك على الترطيب وتحفيز عملية الأيض، وتجاهل هذه العادة قد يجعل عقلك أقل قدرة على التركيز ويزيد من الشعور بالإرهاق.
-الجلوس لفترات طويلة دون حركة:
بعد الاستيقاظ، قد يشعر البعض برغبة في الجلوس لمشاهدة التليفزيون أو تصفح الإنترنت، لكن الجلوس لفترات طويلة دون حركة بعد الاستيقاظ يمكن أن يؤدي إلى خمول جسدي ويقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، وفي المقابل، الحركة البسيطة مثل التمدد أو المشي السريع في الصباح يمكن أن تحفز الدورة الدموية وتحسن التركيز بشكل كبير.
-النوم غير الكافي أو غير المنتظم:
من الواضح أن النوم الجيد ليلاً يؤثر بشكل كبير على أداء الشخص في اليوم التالي، إذا كنت قد حصلت على نوم غير كافٍ أو نوم متقطع، فإنك ستشعر بالإرهاق والتعب منذ اللحظة التي تستيقظ فيها، وهذا سيؤثر سلبًا على تركيزك وقدرتك على أداء المهام بكفاءة، والاستمرار في هذه العادة يضعف قدرة العقل على معالجة المعلومات ويزيد من الشعور بالتوتر والإجهاد طوال اليوم.





