ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)
2025 / 11 / 11


قرأت بأسي شديد وحزن أشد مقالا لأحد الشباب المصريين من هذا الجيل التعيس، طرحه علي الفيس بووك لينصح أقرانه الشباب بترك ابنة بلده المصرية الرائعة الجميلة المجتهدة القنوعة الصابرة، التي وحدها تقبل أن تعيش معه علي الحلوة والمرة، وتقف إلى جانبه تسنده بشجاعة يفتقر إليها هو وأقرانه من الشباب العابث الهارب من تحمل المسئولية، الذي يفسد حياة المصريين اليوم، ويهين الرجولة كما يهين مصر ..

أقول .. قرأت بأسي شديد وحزن أشد المزايا التي يعددها في الفتاة الأجنبية، ويغري بها أقرانه ليفعلوا مثله ويتزوجوا من أجنبية، وبعدما عدد اثنتي عشرة نصيحة انتهازية كلها خزي وعار لأي رجل يحمل أدني صفات الرجولة، جاء بالميزة الثالثة عشرة، التي من وجهة نظره هي تاج المزايا كلها، قائلا :

" تكسب الآخرة إذا دخلتها الإسلام،
يعني تكسب دنيا وآخرة ( كافرة وتدخلها الإسلام خير من مسلمه تكفرك انت وابوك وامك وعيلتك كلها ) ".

فكتبت أنبهه في التعليقات وأقول له :
" عيب شنيع أن تتزوجها مسيحية تؤمن بالله وتقول عليها كافرة .. عيب شنيع لأن المؤمن المسيحي يؤمن بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له، الموجود بذاته .. الناطق بكلمته .. الحي بروحه .. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وعيب شنيع أن تقول انك ( هاتربح الجنة ) علشان أسلمت إنسانة مؤمنة .. أنت تربح الجنة لو أنت أمين وصادق وطاهر وحقاني وعندك ضمير .. وليس لأنك أسلمت مسيحية مؤمنة بالله .. هذه ثقافة معادية للأرض والسماء يجب أن تتغير " .

ثم رحت أتأمل منطق الشاب وتفكيره، فوجدته يعبر تماما عن الفلسفة الكامنة وراء كل جرائم الأسلمة القسرية المخططة الممولة من القوي السلفية الدولية والإخوانية في العالم، وتشجعها القوي الدينية والإدارية في الدولة، التي يغرون بها الشباب المسلم، ويستخدمونه بواسطتها في مصر، لتكوي بنار لا تطفأ وتأكل بدود لا يموت قلوب الأسر المسيحية التي تهدمها عنوة وتفككها قهرا، وتتركها وقود الحسرة والموت البطيء.

هذه الفلسفة الخاطئة المعوجة يجب أن تتغير بفلسفة مختلفة، تربي في ضمائر النشء والشباب المسلم حقيقة جوهرية، ذكرها وأكد عليها كتاب الإسلام المقدس : "أن أهل الكتاب يؤمنون بالله ورسله واليوم الآخر، وهم أهل ذكر وليسوا أهل كفر، وأنهم الأقرب مودة إطلاقا لاخوتهم وأهلهم المسلمين" .. فتمتنع جرائم الأسلمة القهرية المقترنة دائما بحالات الاختطاف والاختفاء القسري، ويعود السلام والأمان لينشر أجنحته الخفاقة علي المجتمع المصري الطيب، كما كان قبل الانقلاب السبعيناتي التكفيري الذي بات يخرب مصر ويتراجع بها إلي الحضيض بين الأمم.
نقلا عن الحوار المتمدن